لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5)

والحَسَدُ شرُّ الأخلاق .

وفي السورة تعليمُ استدفاع الشرور من الله . ومَنْ صَحَّ توكُّلُه على الله فهو الذي صحَّ تحقُّقُه بالله ، فإذا توكَّلَ لم يُوَفِّقْه اللَّهُ للتوكُّلِ إلاَّ والمعلومُ من حاله أنه يكفيه ما توكَّلَ به عليه ؛ وإنَّ العبدَ به حاجةٌ إلى دَفْعِ البلاء عنه ، فإن أخَذَ في التحرُّز من تدبيره وحَوْله وقُوَّته وفَهْمِه وبصيرته في كلِّ وقتٍ استراح من تعب تردُّدِ القلبِ في التدبير ، وعن قريبٍ يُرَقَّى إلى حالة الرضا . . كُفِيَ مُرَادَه أم لا . وعند ذلك الملك الأعظم ، فهو بظاهره لا يفتر عن الاستعاذة ، وبقلبه لا يخلو من التسليم والرضا .