تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ} (46)

بعد أن بيّن مقام المجرمين ، وما يشاهدونه من أهوال ، وما ينالهم من عذاب ، وذكَر أن مقامهم النار وبئس القرار ، ذكر هنا مقام المؤمنين الذين يخافون ربهم ، ويطيعونه فيما أمرهم ، وفصّل تفصيلا جميلاً في ذلك النعيم الرباني ، جزاءً من العليّ الكريم .

ولمن خافَ مقام ربه ، وأطاعه وأخلص في إيمانه وعبادته جنتان . ومعنى هذا أن في الجنة مقاماتٍ ومنازلَ للمؤمنين حسب ما قدّموه من أعمال صالحة ، لأنه سيأتي أيضا قوله تعالى : { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } فهناك أيضا جنّتان أُخريان .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ} (46)

{ ولمن خاف مقام ربه جنتان } : { مقام ربه } القيام بين يديه للحساب ومنه { يوم يقوم الناس لرب العالمين } [ المطففين : 6 ] ، وقيل : قيام الله بأعماله ، ومنه { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } [ الرعد : 33 ] ، وقيل : معناه : لمن خاف ربه وأقحم المقام ، كقولك خفت جانب فلان واختلف هل الجنتان لكل خائف على انفراده ، أو للصنف الخائف وذلك مبني على قوله : { لمن خاف مقام ربه } هل يراد به واحد أو جماعة ، وقال الزمخشري : إنما قال جنتان لأنه خاطب الثقلين فكأنه قال : جنة للإنس وجنة للجن .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ} (46)

قوله تعالى : { ولمن خاف مقام ربه جنتان 46 فبأي آلاء ربكما تكذبان 47 ذواتا أفنان 48 فبأي آلاء ربكما تكذبان 49 فيهما عينان تجريان 50 فبأي آلاء ربكما تكذبان 51 فيهما من كل فاكهة زوجان 52 فبأي آلاء ربكما تكذبان } .

ذلك وعد من الله لعباده المؤمنين الذين يخشونه فيبادرون لطاعته واجتناب معاصيه . أولئك جزاؤهم الجنة وما فيها من أصناف النعيم . وهو قوله سبحانه : { ولمن خاف مقام ربه جنتان } مقام ربه يراد به موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب ، فمن خشي الله واتقاه وحذر لقاءه يوم الحساب فله { جنتان } جنة للإنس ، وجنة للجن ، فهذه الآية عامة في الإنس والجن ، لأن الخطاب للثقلين . وبذلك يستدل من الآية على أن الجن يدخلون الجنة إذا آمنوا واتقوا ، ولهذا امتنّ الله سبحانه على الثقلين بقوله : { فبأي آلاء ربكما تكذبان } .