تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَأۡتُونَنَا عَنِ ٱلۡيَمِينِ} (28)

عن اليمين : عن جهة الخير ، واليمينُ لها عدة معانٍ منها : اليد والجهة المقابلة لليسار ، والخير وغير ذلك .

قالوا لهم : إنكم كنتم تغشوننا وتأتوننا من الناحية التي نظنُّ فيها الخير واليمن ، لتصرفونا عن الحق إلى الضلال .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَأۡتُونَنَا عَنِ ٱلۡيَمِينِ} (28)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعنون من قبل الحق... وقالوا للشياطين: أنتم زينتم لنا ما نحن عليه، فقلتم إن هذا الذي نحن عليه هو الحق.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: قالت الإنس للجنّ: إنكم أيها الجنّ كنتم تأتوننا من قِبَل الدين والحقّ فتخدعوننا بأقوى الوجوه و "اليمين": القوّة والقدرة في كلام العرب... قال ابن زيد في قوله: "إنّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ اليَمِينِ "قال: قال بنو آدم للشياطين الذين كفروا: إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين، قال: تحولون بيننا وبين الخير، ورددتمونا عن الإسلام والإيمان، والعمل بالخير الذي أمر الله به.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال بعضهم: من قبل الخير والطاعة، فتسهوننا، وتشغلوننا عنه.

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

قال أهل المعاني: من جهة النصيحة والبركة والعمل الذي يتيمن به، والعرب تتيمن بما جاء عن اليمين...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

اليمين لما كانت أشرف العضوين وأمتنهما وكانوا يتيمنون بها، فيها يصافحون ويماسحون ويناولون ويتناولون، ويزاولون أكثر الأمور، ويتشاءمون بالشمال، ولذلك سموها: الشؤم، ووعد المحسن أن يؤتى كتابه بيمينه، والمسيء أن يؤتاه بشماله: استعيرت لجهة الخير وجانبه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في كل شيء.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

من المعاني التي تحتملها الآية؛ أن يريدوا أنكم كنتم تجيئون من جهة الشهوات وعدم النظر، والجهة الثقيلة من الإنسان وهي جهة اليمين منه لأن كبده فيها، وجهة شماله فيها قلبه وهي أخف.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

كنتم تخدعوننا وتوهمون لنا أن مقصودكم من الدعوة إلى تلك الأديان، نصرة الحق وتقوية الصدق.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{عن} الذي هو للمجاوزة تعين تضمين {تأتُونَنا} معنى « تصدوننا» ليُلائم معنى المجاوزة، أي تأتوننا صادِّيننا عن اليمين، أي عن الخير.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَأۡتُونَنَا عَنِ ٱلۡيَمِينِ} (28)

يبين ذلك أن بعده " إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين " قال مجاهد : هو قول الكفار للشياطين . قتادة : هو قول الإنس للجن . وقيل : هو من قول الأتباع للمتبوعين ، دليله قوله تعالى : " ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول " [ سبأ : 31 ] الآية . قال سعيد عن قتادة : أي تأتوننا عن طريق الخير وتصدوننا عنها . وعن ابن عباس نحو منه . وقيل : تأتوننا عن اليمين التي نحبها ونتفاءل بها لتغرونا بذلك من جهة النصح . والعرب تتفاءل بما جاء عن اليمين وتسميه السانح . وقيل : " تأتوننا عن اليمين " تأتوننا مجيء من إذا حلف لنا صدقناه . وقيل : تأتوننا من قبل الدين فتهونون علينا أمر الشريعة وتنفروننا عنها .

قلت : وهذا القول حسن جدا ؛ لأن من جهة الدين يكون الخير والشر ، واليمين بمعنى الدين ، أي كنتم تزينون لنا الضلالة . وقيل : اليمين بمعنى القوة ؛ أي تمنعوننا بقوة وغلبة وقهر ، قال الله تعالى : " فراغ عليهم ضربا باليمين " [ الصافات : 93 ] أي بالقوة وقوة الرجل في يمينه ؛ وقال الشاعر :

إذا ما راية رفعت لمجد *** تلقاها عَرَابَةُ باليمين

أي بالقوة والقدرة . وهذا قول ابن عباس . وقال مجاهد : " تأتوننا عن اليمين " أي من قبل الحق أنه معكم ، وكله متقارب المعنى .