{ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى } وهو القرآن الكريم ، الهادي إلى الصراط المستقيم ، وعرفنا هدايته وإرشاده ، أثر في قلوبنا ف { آمَنَّا بِهِ } .
ثم ذكروا ما يرغب المؤمن فقالوا : { فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ } إيمانا صادقا { فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا } أي : لا نقصا ولا طغيانا ولا أذى يلحقه{[1251]} ، وإذا سلم من الشر حصل له الخير ، فالإيمان سبب داع إلى حصول كل خير وانتفاء كل شر .
قوله تعالى : " وأنا لما سمعنا الهدى " يعني القرآن " آمنا به " وبالله ، وصدقنا محمدا صلى الله عليه وسلم على رسالته . وكان صلى الله عليه وسلم مبعوثا إلى الإنس والجن . قال الحسن : بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الإنس والجن ، ولم يبعث الله تعالى قط رسولا من الجن ، ولا من أهل البادية ، ولا من النساء ، وذلك قوله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى " [ يوسف : 109 ] وقد تقدم هذا المعنى{[15461]} . وفي الصحيح : [ وبعثت إلى الأحمر والأسود ] أي الإنس والجن .
قوله تعالى : " فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا " قال ابن عباس : لا يخاف أن ينقص من حسناته ولا أن يزاد في سيئاته ؛ لأن البخس النقصان
والرهق : العدوان وغشيان المحارم ، قال الأعشى :
لا شيء ينفعني من دون رؤيتها *** هل يَشْتَفِي وَامِقٌ ما لم يُصِبْ رهقا
الوامق : المحب ، وقد وَمِقَه يمِقه بالكسر أي : أحبه ، فهو وامق . وهذا قول حكاه الله تعالى عن الجن ؛ لقوة إيمانهم وصحة إسلامهم . وقراءة العامة " فلا يخاف " رفعا على تقدير فإنه لا يخاف . وقرأ الأعمش ويحيى وإبراهيم{[15462]} " فلا يخف " جزما على جواب الشرط وإلغاء الفاء .
قوله : { وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به } يعني لما سمعنا القرآن صدقناه وأيقنا أنه من عند الله لهداية العالمين { فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا } من يؤمن بالله وحده لا شريك له ويطعه ويعمل صالحا { فلا يخاف بخسا } البخس معناه النقص . أي لا ينقص من حسناته { ولا رهقا } أي ولا يزاد في سيئاته . والرهق معناه العدوان والطغيان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.