فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعۡنَا ٱلۡهُدَىٰٓ ءَامَنَّا بِهِۦۖ فَمَن يُؤۡمِنۢ بِرَبِّهِۦ فَلَا يَخَافُ بَخۡسٗا وَلَا رَهَقٗا} (13)

{ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الهدى } يعنون القرآن { آمنا به } وصدّقنا أنه من عبد الله ولم نكذب به ، كما كذبت به كفرة الإنس { فَمَن يُؤْمِن بِرَبّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً } أي لا يخاف نقصاً في عمله وثوابه ، ولا ظلماً ومكروهاً يغشاه ، والبخس النقصان ، والرهق العدوان والطغيان ، والمعنى : لا يخاف أن ينقص من حسناته ، ولا أن يزاد في سيئاته ، وقد تقدّم تحقيق الرهق قريباً . قرأ الجمهور : { بَخْساً } بسكون الخاء . وقرأ يحيى بن وثاب بفتحها . وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش : «فلا يخف » جزماً على جواب الشرط ، ولا وجه لهذا بعد دخول الفاء ، والتقدير : فهو لا يخاف ، والأمر ظاهر .

/خ13