فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعۡنَا ٱلۡهُدَىٰٓ ءَامَنَّا بِهِۦۖ فَمَن يُؤۡمِنۢ بِرَبِّهِۦ فَلَا يَخَافُ بَخۡسٗا وَلَا رَهَقٗا} (13)

{ وأنا لما سمعنا الهدى } يعنون القرآن { آمنا به } وصدقنا أنه من عند الله ولم نكذب به كما كذبت به كفرة الإنس { فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا } أي لا يخاف نقصا في عمله وثوابه ولا ظلما ومكروها يغشاه ، والبخس النقصان ، والرهق العدوان والطغيان ، والمعنى لا يخاف أن ينقص من حسناته ولا أن يزاد في سيئاته ، وقد تقدم تحقيق الرهق قريبا ، قرأ الجمهور بخسا بسكون الخاء ، وقرئ بفتحها وقرئ فلا يخف جزما على جواب الشرط ، ولا وجه لهذا بعد دخول الفاء والتقدير فهو لا يخاف ، والأمر ظاهر ، وفي الآية دليل على أن العمل ليس من الإيمان ، قاله النسفي .