السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعۡنَا ٱلۡهُدَىٰٓ ءَامَنَّا بِهِۦۖ فَمَن يُؤۡمِنۢ بِرَبِّهِۦ فَلَا يَخَافُ بَخۡسٗا وَلَا رَهَقٗا} (13)

{ وأنا لما سمعنا } أي : من النبيّ صلى الله عليه وسلم { الهدى } أي : القرآن الذي له من العراقة التامة في صفة البيان والدعاء إلى الخير ما سوّغ أن يطلق عليه نفس الهدى { آمنا به } وبالله وصدقنا محمداً صلى الله عليه وسلم على رسالته وكان صلى الله عليه وسلم مبعوثاً إلى الإنس والجنّ . قال الحسن : بعث الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الإنس والجن ولم يبعث الله تعالى قط رسولاً من الجن ولا من أهل البادية ولا من النساء ، وذلك لقوله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى } [ يوسف : 109 ] وفي الصحيح : «وبُعثت إلى الأحمر والأسود » أي الإنس والجنّ ، وفي إرساله إلى الملائكة خلاف قدّمنا الكلام عليه .

{ فمن يؤمن بربه } أي : المحسن إليه منا ومن غيرنا { فلا } أي : فهو خاصة لا { يخاف بخساً ولا رهقاً } قال ابن عباس : لا يخاف أن ينقص من حسناته ولا أن يزاد في سيئاته لأن البخس النقصان والرهق العدوان وغشيان المحارم .