قوله : { فَلاَ يَخَافُ } : أي : فهو لا يخافُ ، أي فهو غيرُ خائف ؛ ولأنَّ الكلامَ في تقديرِ مبتدأٍ وخبرٍ ، دَخَلَتِ الفاءُ ، ولولا ذلك لقيلَ : لا يَخَفْ ، قاله الزمخشري ، ثم قال : " فإنْ قلتَ : أيُّ فائدةٍ في رفعِ الفعلِ وتقديرِ مبتدأ قبلَه ، حتى يقعَ خبراً له ، ووجوبِ إدخالِ الفاءِ ، وكان كلُّ لك مستغنىً عنه بأَنْ يُقالَ لا يَخَفْ ؟ قلت : الفائدةُ أنه إذا فَعَلَ ذلك فكأنَّه قيل : فهو لا يَخافُ ، فكان دالاًّ على تحقيقِ أنَّ المؤمِنَ ناجٍ لا مَحالةَ ، وأنه هو المختصُّ بذلك دونَ غيره " . قلت : سببُ ذلك أنَّ الجملةَ تكونُ اسميةً حينئذٍ ، والاسميةُ أدلُّ على التحقيقِ والثبوتِ من الفعلِيَّةِ . وقرأ ابن وثاب والأعمش " فلا يَخَفْ " بالجزمِ ، وفيها وجهان ، أحدُهما : ولم يَذْكُرِ الزمخشريُّ غيرَه أنَّ " لا " ناهيةٌ ، والفاءُ حينئذٍ واجبةٌ . والثاني : أنها نافيةٌ ، والفاءُ حينئذٍ زائدةٍ ، وهذا ضعيفٌ .
وقوله : { بَخْساً } فيه حَذْفُ مضافٍ أي : جزاءُ بَخْسٍ ، كذا قدَّره الزمخشريُّ ، وهو مُسْتَغْنَى عنه . وقرأ ابن وثاب " بَخَساً " بفتح الخاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.