تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا} (28)

زينة الدنيا : كل ما فيها من متاع ونعيم .

أمتعكن : أعطيكن المتعة من مال ولباس بحسب ما أستطيع .

وأسرّحكن : أطلقكن .

سَراحا جميلا : طلاقا من غير ضرر ولا مخاصمة ولا مشاجرة .

بعد أن نصر الله رسوله والمؤمنين وفتح عليهم بني قريظة وأموالهم ، طلب نساء النبي أن يوسع عليهن بالنفقة ، وقلن له : يا رسول الله ، بنات كسرى وقيصر في الحلي والحلل ، والإماء والخدم والحشَم ، ونحن على ما تراه من الفاقة والضيق ! فأنزل الله تعالى في شأنهن قوله : { يا أيها النبي قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الحياة الدنيا . . . } الآيات .

فبدأ بعائشة ، فقال لها : إني أذكر لك أمراً ما أحبُّ أن تعجَلي حتى تستأمري أبويك . قالت : وما هو ؟ فتلا عليها : { ياأيها النبي قُل لأَزْوَاجِكَ . . . } الآية ، قالت عائشة : أفيكَ أَستأمر أبوي ! بل اختارُ الله تعالى ورسولَه . ثم تابعها بقيةُ نسائه . وكنّ تسعاً : سِتّاً من قريش ، وهن عائشة وحفصة وأم حبيبة وسودة وأم سلمة وزينب بنت جحش الأسدية وثلاثاً من غير قريش وهن : ميمونة بنت الحارث الهلالية ، وصفية بنت حُيي بن أخطب يهودية الأصل ، وجويرية بنت الحارث المصطَلَقية .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا} (28)

{ يا أيها النبي قل لأزواجك } الآية نزلت حين سألت نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من عرض الدنيا وآذينه بزيادة النفقة فأنزل الله سبحانه هذه الآيات وأمره أن يخيرهن بين الإقامة معه على طلب ما عند الله أو السراح إن أردن الدنيا وهو قوله { إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن } متعة الطلاق فقرأ عليهن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآيات فاخترن الآخرة على الدنيا والجنة على الزينة فرفع الله سبحانه درجتهن على سائر النساء بقوله { يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة . . . }

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا} (28)

{ يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها } الآية : سببها أن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم تغايرن حتى غمه ذلك ، وقيل : طلبن منه الملابس ونفقات كثيرة ، وكان أزواجه يومئذ تسع نسوة خمس من قريش وهن عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وحفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وسودة بنت زمعة ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، وأم سلمة بنت أبي أمية ، وأربع من غير قريش وهم ميمونة بنت الحارث الهلالية ، وصفية بنت حييّ من بني إسرائيل وزينب بنت جحش الأسدية ، وجويرية بنت الحارث من بني المصطلق . { فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا } أصل تعال أن يقوله من كان في موضع مرتفع لمن في موضع منخفض ثم استعملت بمعنى أقبل في جميع الأمكنة ؛ و{ أمتعكن } من المتعة وهي الإحسان إلى المرأة إذا طلقت والسراح الطلاق ، فمعنى الآية : أن الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخير نساءه بين الطلاق والمتعة إن أرادوا زينة الدنيا ، وبين البقاء في عصمته إن أرادوا الآخرة ، فبدأ صلى الله عليه وسلم بعائشة : فاختارت البقاء في عصمته ، ثم تبعها سائرهن في ذلك ، فلم يقع طلاق ، وقالت عائشة : خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه ولم يعد ذلك طلاقا ، وإذا اختارت المخيرة الطلاق : فمذهب مالك أنه ثلاث . وقيل : طلقة بائنة ، وقيل : طلقة رجعية ووصف السراح بالجميل : يحتمل أن يريد أنه دون الثلاث ، أو يريد أنه ثلاث ، وجماله حسن الرعي والثناء وحفظ العهد .