محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا} (28)

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } أي السعة والتنعم فيها { وَزِينَتَهَا } أي زخارفها { فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ } أي أعطكن المتعة وأطلقكن . والمتعة ما يعطى للمرأة المطلقة على حسب السعة والإقتار . من ثياب أو دراهم أو أثاث ، تطوعا لا وجوبا . وقوله تعالى { سَرَاحًا جَمِيلًا } أي طلاقا من غير ضرار ولا بدعة . وقد روي أنهن سألن النبي صلى الله عليه وسلم ثياب الزينة وزيادة النفقة مما ليس عنده . فنزلت الآية . ولما نزلت ، بدأ صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها . وكانت أحبهن إليه . فخيرها وقرأ عليها القرآن ، فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة . ثم اختار جميعهن اختيارها . قيل : وكان تحته يومئذ تسع نسوة ، خمس من قريش : عائشة وحفصة وأم حبيبة وسودة وأم سلمة رضي الله عنهن . ثم صفية بنت حيي النضرية وميمونة بنت الحارث الهلالية وزينب بنت جحش الأسدية وجويرية بنت الحارث المصطلقية رضي الله عنهن .

لطيفة :

قال الرازي : وجه التعلق ، هو أن مكارم الأخلاق منحصرة في شيئين : التعظيم لأمر الله ، والشفقة على خلق الله . وإلى هذا أشار عليه السلام بقوله : ( الصلاة وما ملكت أيمانكم ) . ثم إن الله تعالى لما أرشد نبيه إلى ما يتعلق بجانب التعظيم لله ، بقوله {[6146]} : { يا أيها النبي اتق الله } ذكر ما يتعلق بجانب الشفقة . وبدأ بالزوجات فإنهن أولى الناس بالشفقة ، ولذا قدمهن في النفقة . انتهى .


[6146]:(33 / الأحزاب / 1).