الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا} (28)

وقوله تعالى : { يا أيها النبي قُل لأزواجك إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا } [ الأحزاب : 28 ] .

ذَكَرَ جُلُّ المفسرين أن أزواج النَّبِي صلى الله عليه وسلم سَأَلْنَه شَيْئاً من عَرَضِ الدنيا ، وآذَيْنَه بزيادة النَفَقَة والغَيْرَة ، فَهَجَرَهُنَّ وآلى أَلاَّ يقربَهن شَهْراً ، فنزلت هذه الآية ، فبدأَ بعائشة ، وقال : ( يا عَائشَةُ ، إنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْراً وَلاَ عَلَيْكِ أَلاَّ تَعْجَلِي حتى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ ، ثُمَّ تَلاَ عَلَيْهَا الآيةَ ، فَقَالَتْ لَهُ : وَفِي أَيِّ هَذَا أُسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ ؟ فَإنِّي أُرِيدُ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ ) ثم قَالَتْ : ( وَقَدْ علِمَ أَن أَبَوَيَّ لاَ يَأْمُرَانِي بِفُراقِهِ ) ، ثُمَّ تَتَابَع أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على مِثْلِ قَوْلِ عَائِشَةَ فاخترن اللّهَ وَرَسُولَهُ رَضِيَ اللّه عنهن ) .