الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا} (28)

قوله : { أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ } : العامَّةُ على جَزْمِهِما . وفيه وجهان ، أحدهما : أنَّه مجزومٌ على جواب الشرط . وما بين الشرط وجوابِه معترضٌ ، ولا يَضُرُّ دخولُ الفاءِ على جملة الاعتراضِ . ومثلُه في دخول الفاء قولُه :

واعلَمْ فَعِلْمُ المَرْءِ يَنْفَعُه *** أَنْ سَوْفَ يَأْتيْ كلُّ ما قُدِرا

يريد : واعلَمْ أَنْ سوفَ يأتي . والثاني : أنَّ الجوابَ قولُه : " فَتَعالَيْنَ ، وأُمَتِّعْكن " جوابٌ لهذا الأمرِ .

وقرأ زيد بن علي " أُمْتِعْكُنَّ " بتخفيف التاء من أَمْتَعَه . وقرأ حميد الخزاز " أُمَتِّعُكُن وأُسَرِّحْكُن " بالرفع فيهما على الاستئنافِ . و " سَراحاً " قائمٌ مقامَ التَّسْريحِ .