الأحزاب : جميع الذين تحزبوا ضد رسلهم .
ثم قال مسلّياً رسوله عن تكذيب مَن كذّبه من قومه بأن له أسوةً في الأنبياء مع أقوامهم من قبله بقوله :
{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ والأحزاب مِن بَعْدِهِمْ }
الأحزابُ كل من تحزَّب ضد الحق وأهله في كل زمان ومكان ، وقصة الرسالة والتكذيب والطغيان طويلة على مدى القرون .
{ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ }
ليقتلوه أو يعذّبوه ، وخاصموا رسولهم بالباطل ليبطلوا به الحق الذي جاء به من عند الله .
{ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ }
فاستأصلتهم فلم أُبْقِ منهم أحدا وكان عقابي لهم شديداً مدمرا .
فإن عاقبتهم كعاقبة من قبلهم من الكفار وهو قوله { كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم } أي الذين تحزبوا على أنبيائهم بالمخالفة والعداوة كعاد وثمود { وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه } أي قصدت كل أمة رسولها ليتمكنوا منه فيقتلوه { وجادلوا } بباطلهم { ليدحضوا } ليدفعوا { به الحق فأخذتهم } فعاقبتهم { فكيف كان عقاب } استفهام تقرير
{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ( 5 ) }
كذَّبت قبل هؤلاء الكفار قومُ نوح ومَن تلاهم من الأمم التي أعلنت حربها على الرسل كعاد وثمود ، حيث عزموا على إيذائهم وتجمَّعوا عليهم بالتعذيب أو القتل ، وهمَّت كل أمة من هذه الأمم المكذبة برسولهم ليقتلوه ، وخاصموا بالباطل ؛ ليبطلوا بجدالهم الحق فعاقَبْتُهم ، فكيف كان عقابي إياهم عبرة للخلق ، وعظة لمن يأتي بعدهم ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.