الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۖ وَهَمَّتۡ كُلُّ أُمَّةِۭ بِرَسُولِهِمۡ لِيَأۡخُذُوهُۖ وَجَٰدَلُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّ فَأَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ} (5)

{ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ } أي : لِيُهْلِكُوهُ ، كما قال تعالى : { فَأَخَذَتْهُمُ } ، والعربُ تقولُ لِلْقَتِيلِ : أُخِذَ ، ولِلأَسيرِ كَذَلِكَ ؛ قال قتادة : { لِيَأْخُذُوهُ } مَعْنَاهُ : لِيَقْتُلُوهُ ، و{ لِيُدْحِضُواْ } معناهُ ليُزْلِقُوا ويَذْهَبُوا ، والمَدْحَضَةُ : المَزَلَّةُ ، والمَزْلَقَةُ .

وقوله : { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } : تَعْجِيبٌ وتعظيمٌ ، وليس باسْتفهامٍ عن كيفيَّة وقوع الأَمْرِ .