ثم بين حال من كان قبلهم ، وأن هؤلاء سلكوا سبيل أولئك في التكذيب فقال :
{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } أي قبل أهل مكة { قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ } أي وكذبت الأحزاب الذين تحزبوا على الرسل من بعد قوم نوح ، كعاد وثمود وغيرهما { وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ } من تلك الأمم المكذبة { بِرَسُولِهِمْ } الذي أرسل إليهم { لِيَأْخُذُوهُ } أي ليتمكنوا منه فيحسبوه ويعذبوه ، ويصيبوا منه ما أرادوا . وقال قتادة والسدي ليقتلوه ، والأخذ قد يرد بمعنى الإهلاك كقوله : { فأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِير } والعرب تسمي الأسير الأخيذ والأخذ بمعنى الأسر .
{ وَجَادَلُوا } أي خاصموا رسولهم { بِالْبَاطِلِ } من القول { لِيُدْحِضُوا } أي ليزيلوا { بِهِ الْحَقَّ } ومنه مكان دحض أي مزلقة ، ومزلة أقدام ، والباطل داحض لأنه يزلق ويزول فلا يستقر ، قال يحيى بن سلام : جادلوا الأنبياء بالشرك ليبطلوا به الإيمان { فَأَخَذْتُهُمْ } أي فأخذت هؤلاء المجادلين بالباطل { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } الذي عاقبتهم به وحذف ياء المتكلم اجتزاء بالكسرة عنها وصلا ووقفا لأنها رأس آية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.