الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۖ وَهَمَّتۡ كُلُّ أُمَّةِۭ بِرَسُولِهِمۡ لِيَأۡخُذُوهُۖ وَجَٰدَلُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّ فَأَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ} (5)

{ والأحزاب } الذين تحزبوا على الرسل وناصبوهم وهم عاد وثمود وفرعون وغيرهم { وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ } من هذه الأمم التي هي قوم نوح والأحزاب { بِرَسُولِهِمْ } وقرىء : «برسولها » { لِيَأْخُذُوهُ } ليتمكنوا منه ، ومن الإيقاع به وإصابته بما أرادوا من تعذيب أو قتل . ويقال للأسير : أخيذ { فَأَخَذَتْهُمْ } يعني أنهم قصدوا أخذه ، فجعلت جزاءهم على إرادة أخذه أن أخذتهم { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } فإنكم تمرون على بلادهم ومساكنهم فتعاينو أثر ذلك . وهذا تقرير فيه معنى التعجيب .