الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۖ وَهَمَّتۡ كُلُّ أُمَّةِۭ بِرَسُولِهِمۡ لِيَأۡخُذُوهُۖ وَجَٰدَلُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّ فَأَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ} (5)

ثم قال تعالى : { كذبت قبلهم قوم نوح }{[59396]} أي : كذبت{[59397]} قبل{[59398]} قومك يا محمد قوم نوح .

{ والأحزاب من بعدهم } يعني عادا وثمودا وقم صالح وقوم لوط وقوم فرعون . كذبوا{[59399]} كلهم بعد نوح وغيرهم . فكما{[59400]} كان عاقبة أولئك إذ كذبوا الهلاك ، كذلك يكون عاقبة هؤلاء على تكذيبهم لك .

ثم قال تعالى : { وهمت كل أمة برسولهم لياخذوه } . قال قتادة : ليقتلوه{[59401]} .

ثم قال تعالى : { وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق } أي : وخاصموا رسولهم{[59402]} بالباطل من الخصومة ليبطلوا بجدالهم الحق الذي جاء به من عند الله .

وأصل الدحض ، الزلق{[59403]} .

ثم قال تعالى : { فأخذتهم فكيف كان عقاب } ، أي فأخذهم عقاب الله . فجعلهم عبرة وعظة لمن بعدهم .


[59396]:(ح): نوح والأحزاب.
[59397]:ساقط من (ت).
[59398]:في طرة (ح).
[59399]:(ح): كانوا.
[59400]:(ت): وكما.
[59401]:انظر: جامع البيان 24/28.
[59402]:م: رسلهم.
[59403]:(ت): الزلز.