الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۖ وَهَمَّتۡ كُلُّ أُمَّةِۭ بِرَسُولِهِمۡ لِيَأۡخُذُوهُۖ وَجَٰدَلُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّ فَأَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ} (5)

وقرأ عبد الله " برَسولها " أعاد الضميرَ على لفظ " أُمَّة " . والجمهورُ على معناها ، وفي قوله : " ليَأْخُذوه " عبارةٌ عن المُسَبَّبِ بالسبب ؛ وذلك أنَّ القَتْلَ مُسَبَّبٌ عن الأَخْذِ ، ومنه قيل للأسير : " أَخِيْذ " . وقال :

3914 فإمَّا تَأْخُذُوني تَقْتُلوني *** فكَمْ مِنْ آخِذٍ يَهْوَى خُلودي

وقوله : " عِقابِ " فيه اجتزاءٌ بالكسرةِ عن ياء المتكلم وصلاً ، ووقفاً ، لأنَّها رأسُ فاصلةٍ .