تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَٰلِدُونَ} (34)

بعد ذكر هذه الأدلة على وجود الخالق الواحد القادر ، بيّن سبحانه وتعالى في كتابه للناسِ أن هذه الدنيا لم تُخلَق للخلود والدوام ، وإنما للابتلاء والامتحان ، ولتكون وسيلةً إلى الآخرة التي هي دار الخلود فقال : { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الخلد أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ الخالدون } :

وما جعلنا لأحدٍ من البشر قبلك أيها النبي الخلود في هذه الدنيا ، فكل من على هذه الأرض ميت ، كما قال تعالى ايضا : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ } أفإن متَّ فهم يخلُدون في هذه الحياة ! ! .

نزلت هذه الآية لما تضايق كبراء قريش من الرسول الكريم فقالوا : نتربّص به الموتَ فنستريح منه .