قوله تعالى : " فأرسله معي ردءا " يعني معينا مشتق من أردأته أي أعنته والردء العون قال الشاعر :
ألم تر أنَّ أصْرَمَ كان رِدْئِي *** وخيرُ الناس في قُلٍّ ومَالِ
النحاس : وقد أردأه ورداه أي أعانه ، وترك همزه تخفيفا . وبه قرأ نافع : وهو بمعنى المهموز . قال المهدوي : ويجوز أن يكون ترك الهمز من قولهم أردى على المائة أي زاد عليها ، وكأن المعنى أرسله معي زيادة في تصديقي قاله مسلم بن جندب . وأنشد قول الشاعر :
وأسْمَرَ خَطِّيًّا كأنَّ كُعُوبَهُ *** نوى القَسْبِ قد أرْدَى ذِرَاعًا على العَشْرِ
كذا أنشد الماوردي هذا البيت : قد أردى . وأنشده الغزنوي والجوهري في الصحاح قد أرمى{[12370]} . قال : والقسب الصلب ، والقسب تمر يابس يتفتت في الفم صلب النواة . قال يصف رمحا : وأسمر البيت . قال الجوهري : ردؤ الشيء يردؤ رداءة فهو رديء أي فاسد ، وأردأته أفسدته ، وأردأته أيضا يعني أعنته . تقول : أردأته بنفسي أي كنت له ردءا . وهو العون قال الله تعالى : " فأرسله معي رداء يصدقني " . قال النحاس : وقد حكى ردأته : ردءا وجمع ردء أرداة وقرأ عاصم وحمزة : " يصدقني " بالرفع وجزم الباقون . وهو اختيار أبي حاتم على جواب الدعاء واختار الرفع أبو عبيد على الحال من الهاء في " أرسله " أي أرسله ردءا مصدقا حالة التصديق . كقوله : " أنزل علينا مائدة من السماء تكون " [ المائدة : 114 ] أي كائنة ، حال صرف إلى الاستقبال . ويجوز أن يكون صفة لقوله : " ردءا " " إني أخاف أن يكذبون " إذا لم يكن لي وزير ولا معين ؛ لأنهم لا يكادون يفقهون عني .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.