فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَأَخِي هَٰرُونُ هُوَ أَفۡصَحُ مِنِّي لِسَانٗا فَأَرۡسِلۡهُ مَعِيَ رِدۡءٗا يُصَدِّقُنِيٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ} (34)

{ قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما } بشر الله تعالى موسى بأنه أجاب سؤله : )قال قد أوتيت سؤلك يا موسى( {[3037]} ، سنقويك ونشد ساعدك بأخيك ، فتزداد به عونا ، كاليد تقوى بصلابة العضد ، { ونجعل لكما سلطانا } نجعل لكما حجة ، وتسلطا عظيما وغلبة ، فلا يصل إليكم الفرعونيون بسوء ولا بمحاجة ولا باستيلاء ، { بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون }{ بآياتنا }- متعلق بمحذوف قد صرح به في مواضع أخر ، أي اذهبا بآياتنا ، أو : [ بنجعل ] ، أي نسلطكما بآياتنا ، أو[ بسلطانا ] ، لما فيه من معنى التسلط . . -{[3038]} بشرى من الله الحق لموسى وهارون وأتباعهما بحسن العاقبة ، والنصر على العدو ، وكأن التركيب هكذا : أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا ، وصدق الله العظيم ، فإن حزب الله هم الغالبون ، وإن جند الله هم المنصورون ، ولقد تمت كلمة ربنا الحسنى على المؤمنين بما صبروا .


[3037]:سورة طه. الآية 32.
[3038]:ما بين العارضتين مما جاء في روح المعاني.