{ وأخي هرون ، هو أفصح مني لسانا } أي : كلاما : لأنه كان في لسان موسى حبسة من وضع الجمة في فيه ، كما تقدم بيانه ، والفصاحة لغة الخلوص يقال : فصح اللبن ، وأفصح فهو فصيح ، أي : خاص من الرغوة ، ومنه فصح الرجل جادت لغته ، وأفصح تكلم بالعربي ، وقيل : الفصيح الذي ينطق والأعجم الذي لا ينطق ، وأما في اصطلاح أهل البيان ففصاحة الكلمة خلوصها عن تنافر الحروف والغرابة ، ومخالفة القياس . وفصاحة الكلام خلوصه من ضعف التأليف والتعقيد .
{ فأرسله معي ردءا } النصب على الحال أي : عونا والردء : المعين من أردأته إذا أعنته يقال : فلان ردء فلان إذا كان ينصره ، ويشد ظهره . وقيل : من قولهم أردى على المائة إذا زاد عليها فكأن المعنى : أرسله معي زيادة في تصديقي .
{ يصدقني } بالرفع على الاستئناف ، وبالجزم على جواب الأمر وقرأ أبيّ : يصدقوني ، أي فرعون وملؤه ، وقال ابن عباس : كي يصدقني ، أي هرون ومعنى تصديقه موسى إعانته إياه بزيادة البيان في مظان الجدال ، وتقرير الحجة بتوضيحها ، وتزييف الشبهة ، وتلخيص الدلائل بلسانه .
والجواب عن شبهات الكفار ببيانه ليثبت دعواه لا أن يقول له : صدقت : ألا ترى إلى قوله هو أفصح مني ؟ وفضل الفصاحة إنما يحتاج إليه لتقرير البرهان ؛ لا لقول صدقت ، فسحبان وباقل فيه يستويان ، وهذا هو الجاري مجرى التصديق كما يصدق القول بالبرهان .
{ إني أخاف أن يكذبون } إذا لم يكن معي هرون لعدم انطلاق لساني بالمحاجة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.