الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَأَخِي هَٰرُونُ هُوَ أَفۡصَحُ مِنِّي لِسَانٗا فَأَرۡسِلۡهُ مَعِيَ رِدۡءٗا يُصَدِّقُنِيٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ} (34)

{ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً } وأحسن بياناً ، وإنّما قال ذلك للعقدة التي كانت في لسانه { فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً } معيناً ، يقال : أردأته أي أعنته ، وترك همزه عيسى بن عمر وأهل المدينة طلباً للخفّة { يُصَدِّقُنِي } قرأه العامة بالجزم ، ورفعه عاصم وحمزة ، وهو اختيار أبو عبيد ، فمن جزمه فعلى جواب الدعاء ، ومن رفعه فعلى الحال ، أي ردءاً مصدقاً حاله التصديق كقوله سبحانه : { رَبَّنَآ أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَآءِ تَكُونُ } [ المائدة : 114 ] أي كائنة حال صرف إلى الاستقبال . { إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ }