الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{فَأَمَّا عَادٞ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَقَالُواْ مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًۖ أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ} (15)

قوله تعالى : " فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق " استكبروا على عباد الله هود ومن آمن معه " وقالوا من أشد منا قوة " اغتروا بأجسامهم حين تهددهم بالعذاب ، وقالوا : نحن نقدر على دفع العذاب عن أنفسنا بفضل قوتنا . وذلك أنهم كانوا ذوي أجسام طوال وخلق عظيم . وقد مضى في " الأعراف " {[13425]} عن ابن عباس : أن أطولهم كان مائة ذراع وأقصرهم كان ستين ذراعا . فقال الله تعالى ردا عليهم : " أولم يروا أن الذي خلقهم هو أشد منهم قوة " وقدرة ، وإنما يقدر العبد بإقدار الله ، فالله أقدر إذا . " وكانوا بآياتنا يجحدون " أي بمعجزاتنا يكفرون .


[13425]:راجع ج 7 ص 236 طبعة أولى أو ثانية.