الآية 15 وقوله تعالى : { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } جائز أن يكون استكبارهم في الأرض بغير الحق على أهل الأرض بما ذكروا من فضل القوة لهم وشدّتها من بين غيرهم كقوله تعالى : { وإذا بطشتم بطشتم جبّارين } [ الشعراء : 130 ] فهم ذكروا ذلك . فجائز أن يكون استكبارهم على أهل الأرض بغير الحق لشدة بطشهم وقوتهم على غيرهم .
ويشبه أن يكون استكبارهم [ على الرسل ]{[18467]} وأتباع الرسل ، فلم يروا أنفسهم أن يجعلوها تحت تدبير الرسل وأمرهم وأن يخضعوا لهم ، ويستسلموا لما دعوهم إليه { وقالوا من أشد منا قوة } .
ثم قال الله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } هذا استفهام على طريق التقرير ؛ معناه : قدّروا ، واعلموا أن الله الذي خلقكم{[18468]} هو أشد قوة . والرسل لم يكونوا يوعدونهم ، ويخوّفونهم بعذاب ينزل من عند الله ، وبقوته وسلطانه يوعدونهم ، وقد عرفوا قوته وسلطانه .
لذلك قال : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } .
وقوله تعالى : { وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } دل هذا على أنهم قد كذّبوا هودا ، وأنكروا آياته ، وكذلك قولهم : { يا هود ما جئتنا ببيّنة } [ هود : 53 ] وأنه قد أتاهم بآيات رسالته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.