لما ذكر سبحانه عادًا وثمود إجمالاً ذكر ما يختص بكل طائفة من الطائفتين تفصيلاً ، فقال : { فَأَمَّا عَادٌ فاستكبروا في الأرض بِغَيْرِ الحق } أي تكبروا عن الإيمان بالله ، وتصديق رسله ، واستعلوا على من في الأرض بغير الحق ، أي بغير استحقاق ذلك الذي وقع منهم من التكبر والتجبر . ثم ذكر سبحانه بعض ما صدر عنهم من الأقوال الدالة على الاستكبار ، فقال : { وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } ، وكانوا ذوي أجسام طوال ، وقوّة شديدة ، فاغترّوا بأجسامهم حين تهدّدهم هود بالعذاب ، ومرادهم بهذا القول : أنهم قادرون على دفع ما ينزل بهم من العذاب ، فردّ الله عليهم بقوله : { أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّ الله الذي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } ، والاستفهام للاستنكار عليهم ، وللتوبيخ لهم ، أي أو لم يعلموا بأن الله أشد منهم قدرة ، فهو قادر على أن ينزل بهم من أنواع عقابه ما شاء بقوله كن فيكون { وَكَانُواْ بئاياتنا يَجْحَدُونَ } أي بمعجزات الرسل التي خصهم الله بها ، وجعلها دليلاً على نبوّتهم ، أو بآياتنا التي أنزلناها على رسلنا ، أو بآياتنا التكوينية التي نصبناها لهم ، وجعلناها حجة عليهم ، أو بجميع ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.