غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَأَمَّا عَادٞ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَقَالُواْ مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًۖ أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ} (15)

1

ثم فصل حال كل فريق قائلاً { فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق } وهذا إخلال بالشفقة على الخلق { وقالوا من أشد منا قوّة } وهذا إخلال بالتعظيم لأمر الله ولهذا وبخهم بقوله { أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشدّ منهم قوة } لأن الفاعل والعلة أقوى من القابل والمعلول ، والقوة في الإنسان نتيجة صحة البنية والاعتدال وحقيقتها زيادة القدرة فلذلك جاز أن يقال : الله أقوى منهم كما صح أن يقال : الله أقدر ، الله أكبر . وإن كان لا نسبة للمتناهي إلى غير المتناهي . وقوله { وكانوا بآياتنا يجحدون } معطوف على قوله { فاستكبروا } وقالوا : إن التوبيخ المذكور وقع اعتراضاً في البين .

/خ24