ولما جمعهم الله فيما اجتمعوا فيه حتى كأنهم تواصوا به ، فصّلهم وفصّل ما اختلفوا فيه فقال مسبباً عما مضى من مقالاتهم : { فأما عاد } أي : قوم هود عليه السلام { فاستكبروا } أي : طلبوا الكبر وأوجدوه { في الأرض } أي : كلها التي كانوا فيها بالفعل وغيرها بالقوة أو في الكل بالفعل لكونهم ملكوها كلها ، ثم بين كبرهم أنه { بغير الحق } أي : الذي لم يطابق الواقع ، ثم ذكر تعالى سبب الاستكبار بقوله تعالى : { وقالوا من أشد منا قوة } وذلك أن هوداً عليه السلام هددهم بالعذاب ، فقالوا : نحن نقدر على دفع العذاب بفضل قوتنا ، وكانوا ذوي أجسام طوال طول الطويل منهم أربعمائة ذراع كما سيأتي في سورة الفجر . قال الله تعالى رداً عليهم : { أولم يروا } أي : يعلموا علماً هو كالمشاهدة { أن الله } أي : المحيط بكل شيء قدرة وعلماً { الذي خلقهم } ولم يكونوا شيئاً { هو أشد منهم قوة } ومن علم أن غيره أقوى منه وكان عاقلاً انقاد له فيما ينفعه ولا يضره ، وقوله تعالى : { وكانوا بآياتنا يجحدون } أي : يعرفون أنها حق وينكرونها ، عطف على فاستكبروا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.