قوله جلّ ذكره : { سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انَطَلْقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا } .
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين لما رجعوا من الحديبية وعدهم اللَّهُ خيبرَ ، وأنَّ فيها سيظفرُ بأعدائه ، فلمَّا هَمَّ بالخروج أراد هؤلاء المخلفون أن يتبعوه لما علموا في ذلك من الغنيمة ، فقال النبي صلى الله عليه ويسلم : " إنما يخرج معي إلى خيبر من خرج إلى الحديبية والله بذلك حكم ألا يخرجوا معنا " .
فقال المتخلفون : إنما يقول المؤمنون ذلك حَسداً لنا ؛ وليس هذا من قول الله ! فأنزل اللَّهُ تعالى ذلك لتكذيبهم ، ولبيان حكمه ألا يستصحبَهم فهم أهل طمع ، وكانت عاقبتُهم أنهم لم يجدوا مرادَهم ورُدُّوا بالمذلة وافتضح أمرهم .
مغانم : جمع مغنم ، وهو ما كسبه الإنسان في الحرب .
سيقول هؤلاء الأعراب الذين تخلفوا عنكم أيها الرسول يوم خروجكم إلى مكة ، وتعللوا بشغلهم بأموالهم بأموالهم وأهليهم : دعونا نتبعكم ونخرج معكم إلى غزو خَيبر ، وذلك لأنهم توقعوا ما سيكون من مغانم .
{ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ الله }
يريدون بذلك تغيير وعدِ الله بتلك المغانم لمن خرج مع الرسول إلى الحديبية .
قل لهم يا محمد : لن تتّبعونا ، فلقد حَكَم اللهُ من قبلُ بأن الغنائم لمن خرج مع رسول الله وأطاعه . ولكنهم يتجرأون على الله ويقولون : إن الله لم يأمركم بذلك ، بل إنكم تخشون أن نشارككم الغنيمة .
{ بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }
ليس الأمر كما يقول هؤلاء المنافقون بل إنهم لا يفقهون من أمر الدين وتشريع الله إلا قليلا .
قرأ حمزة والكسائي : يريدون أن يبدلوا كَلِمَ الله بالجمع . والباقون : كلام الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.