لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنۢ بُيُوتِكُمۡ سَكَنٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ بُيُوتٗا تَسۡتَخِفُّونَهَا يَوۡمَ ظَعۡنِكُمۡ وَيَوۡمَ إِقَامَتِكُمۡ وَمِنۡ أَصۡوَافِهَا وَأَوۡبَارِهَا وَأَشۡعَارِهَآ أَثَٰثٗا وَمَتَٰعًا إِلَىٰ حِينٖ} (80)

للنفوس وطن ، وللقلوب وطن . والناس على قسمين : مستوطنٌ ومسافر ، فكما أن الناس بنفوسهم مختلفون ، فكذلك بقلوبهم . فالمريد أو الطالب مسافِرٌ بقلبه ؛ لأنه يَتَلَوَّنُ ويرتقي من درجة إلى درجة . والعارف مقيمٌ ومستوطِنٌ ؛ لأنه واصل متمكن . والطريق منازلُ ومراحلُ ، ولا تقطع تلك المنازل بالنفوس ، وإنما تقطع بالقلوب ، والمريد سالِكٌ والعارف واصِلٌ .