الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنۢ بُيُوتِكُمۡ سَكَنٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ بُيُوتٗا تَسۡتَخِفُّونَهَا يَوۡمَ ظَعۡنِكُمۡ وَيَوۡمَ إِقَامَتِكُمۡ وَمِنۡ أَصۡوَافِهَا وَأَوۡبَارِهَا وَأَشۡعَارِهَآ أَثَٰثٗا وَمَتَٰعًا إِلَىٰ حِينٖ} (80)

قوله : { والله جعل لكم من بيوتكم [ سكنا{[39564]} ] } [ 80 ] إلى قوله { وأكثر [ هم{[39565]} ] الكافرون } [ 83 ] .

[ أي : {[39566]} ] : جعل لكم موضعا تسكنون فيه أيام{[39567]} مقامكم{[39568]} .

وقيل : معناه جعل لكم من بيوتكم ما تسكن{[39569]} إليه أنفسكم من ستر العورة والحرم فتهدأ فيه جوارحكم .

{ وجعل لكم من جلود الأنعام } [ 80 ]{[39570]} يعني : من جلود الإبل والبقر والغنم { بيوتا } خفافا عليكم تحملونها معكم في أسفاركم وهو : الظعن . وتنتفعون بها في إقامتكم ، وهي : البيوت من الأنطاع والشعر والوبر والصوف .

ثم قال : { ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا } [ 80 ] .

أي : جعل{[39571]} لكم من هذه الأشياء متاعا{[39572]} .

وواحد الأثاث أثاثة{[39573]} ، والأثاث متاع البيت{[39574]} . وقيل : لا واحد له{[39575]} .

وعن ابن عباس : الأثاث : المال . وكذلك{[39576]} قال قتادة{[39577]} . وقيل الأثاث : الثياب{[39578]} .

وهو متاع البيت عند أهل اللغة ، كالأكسية والفرش ، وهو مأخوذ من قولهم : شعر أثيث ، إذا كان كثيرا ملتفا . ويقال أث الشعر يثث أثا إذا كثر والتف . وقد أث البيت يثث إذا صار ذا أثاث . فسمي متاع البيت أثاثا لكثرته واجتماعه . والأصواف للضأن ، والأوبار للإبل ، والأشعار للمعز{[39579]} .

وقوله : { متاعا إلى حين } [ 80 ] .

أي{[39580]} : تتمتعون{[39581]} به وتنتفعون{[39582]} إلى آجالكم .


[39564]:ساقط من ط.
[39565]:ساقط من ق.
[39566]:ساقط من ط.
[39567]:ق : أي.
[39568]:وهو قول الزجاج، انظر:معاني الزجاج 3/215.
[39569]:ط: تسكنوا.
[39570]:ط: زاد "بيوتا".
[39571]:ط: أي وجعل.
[39572]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 14/154.
[39573]:وهو قول أبي زيد الأنصاري، انظر: غريب القرآن 247، وجامع البيان 14/154، والمحرر 10/217، والتفسير الكبير 20/94، والجامع 10/104، واللسان (اثث).
[39574]:وهو قول مجاهد، انظر: تفسير مجاهد 423، ومجاز القرآن 1/365 وغريب القرآن 247، وجامع البيان 14/154 والجامع 10/104 واللسان (اثث).
[39575]:وهو قول الفراء انظر: معاني الفراء 2/171، وجامع البيان 14/154، والمحرر 10/217، والجامع 10/104 واللسان (اثث) والتفسير الكبير 20/94.
[39576]:ط: وكذا.
[39577]:انظر: هذا القول في جامع البيان 14/154 والجامع 10/105. واللسان (اثث).
[39578]:وهو قول حميد بن عبد الرحمن، انظر جامع البيان 14/154.
[39579]:انظر: غريب القرآن 247 ومعاني الزجاج 3/215 واللسان (أثث).
[39580]:ط: "أي و ...".
[39581]:ق: جعل الضمير للغائب في تتمتعون وتنتفعون.
[39582]:ق: جعل الضمير للغائب في تتمتعون وتنتفعون.