في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لِّيُدۡخِلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (5)

وعن العلم والحكمة : ( أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) . ليحقق لهم ما قدره من فوز ونعيم :

( ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار ، خالدين فيها ، ويكفر عنهم سيئاتهم ، وكان ذلك عند الله فوزا عظيما ) . .

وإذا كان هذا في حساب الله فوزا عظيما ، فهو فوز عظيم ! فوز عظيم في حقيقته ، وفوز عظيم في نفوس من ينالونه من عند الله مقدرا بتقديره ، موزونا بميزانه . . ولقد فرح المؤمنون يومها بما كتب الله لهم ؛ وكانوا قد تطلعوا بعدما سمعوا افتتاح السورة ، وعلموا منه ما أفاض الله على رسوله . تطلعوا إلى نصيبهم هم ، وسألوا عنه ، فلما سمعوا وعلموا فاضت نفوسهم بالرضى والفرح واليقين .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{لِّيُدۡخِلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (5)

شرح الكلمات :

{ ليدخل المؤمنين والمؤمنات } : أي قَضَى بالفتح ليشكروه ويجاهدوا في سبيله ليدخلهم جنات .

{ وكان ذلك عند الله فوزا عظيما } : أي وكان ذلك الإِدخال والتكفير للسيئات فوزا عظيما .

المعنى :

وقوله تعالى { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك } أي الإِدخال للجنة وتكفير السيئات فوزاً عظيماً أي فتح على رسوله والمؤمنين ليشكروا بالطاعة والجهاد والصبر أي تم كل ذلك ليُدخل المؤمنين والمؤمنات الآية .

الهداية :

من الهداية :

- بيان مكافأة الله لرسوله والمؤمنين على صبرهم وجهادهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لِّيُدۡخِلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (5)

{ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } فهذا أعظم ما يحصل للمؤمنين ، أن يحصل لهم المرغوب المطلوب بدخول الجنات ، ويزيل عنهم المحذور بتكفير السيئات . { وَكَانَ ذَلِكَ } الجزاء المذكور للمؤمنين { عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا } فهذا ما يفعل بالمؤمنين في ذلك الفتح المبين .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لِّيُدۡخِلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (5)

ولما دل على الفتح بالنصر وما معه ، وعلل الدين بالسكينة ، علل علة الدليل وهي { ليزدادوا إيماناً } و{[60150]}علل ما دل عليه ملك الجنود من تدبيرهم وتدبير الأكوان بهم بقوله تعالى زيادة في السكينة : { ليدخل } أي بما أوقع في السكينة { المؤمنين والمؤمنات } الذين جبلهم جبلة خير بجهاد بعضهم ودخول بعضهم في الدين بجهاد المجاهدين ، ولو سلط على الكفار{[60151]} جنوده من أول الأمر فأهلكوهم{[60152]} أو دمر عليهم بغير واسطة لفات دخول أكثرهم الجنة ، وهم من آمن منهم بعد صلح الحديبية { جنات } أي بساتين لا يصل إلى عقولكم من وصفها إلا ما تعرفونه بعقولكم وإن كان الأمر أعظم من ذلك { تجري } ودل وقرب وبعض بقوله : { من تحتها الأنهار } فأي موضع أردت أن تجري منه نهراً قدرت على ذلك ، لأن الماء قريب من وجه الأرض مع صلابتها وحسنها . ولما كان الماء لا يطيب إلا بالقرارقال تعالى : { خالدين{[60153]} فيها } أي لا إلى آخر .

ولما كان السامع لهذا ربما ظن أن فعله ذلك باستحقاق ، قال إشارة إلى أنه لا سبب إلا رحمته : { ويكفر } أي يستر ستراً بليغاً شاملاً{[60154]} { عنهم سيئاتهم } {[60155]}التي ليس من الحكمة دخول الجنة دار القدس قبل تكفيرها ، بسبب ما كانوا متلبسين{[60156]} به منها من الكفر وغيره ، فكان ذلك التكفير سبباً لدخولهم الجنة { وكان ذلك } أي الأمر العظيم من الإدخال والتكفير المهيىء {[60157]}له ، وقدم الظرف تعظيماً لها فقال تعالى : { عند الله } أي الملك الأعظم ذي الجلال والإكرام { فوزاً عظيماً * } يملأ جميع الجهات .


[60150]:من ظ ومد، وفي الأصل: أو.
[60151]:في مد: الكافرين.
[60152]:من ظ ومد، وفي الأصل: فاهلكهم.
[60153]:زيد في الأصل: لزلا وأبدا، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[60154]:سقط من ظ ومد.
[60155]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[60156]:من ظ ومد، وفي الأصل: ملتبسين.
[60157]:من مد، وفي الأصل و ظ: والمهين.