في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ} (4)

يقسم بالسماء ونجمها الثاقب : أن كل نفس عليها من أمر الله رقيب : ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) . . وفي التعبير بصيغته هذه معنى التوكيد الشديد . . ما من نفس إلا عليها حافظ . يراقبها ، ويحصي عليها ، ويحفظ عنها ، وهو موكل بها بأمر الله . ويعين النفس لأنها مستودع الأسرار والأفكار . وهي التي يناط بها العمل والجزاء .

ليست هنالك فوضى إذن ولا هيصة ! والناس ليسوا مطلقين في الأرض هكذا بلا حارس . ولا مهملين في شعابها بلا حافظ ، ولا متروكين يفعلون كيف شاءوا بلا رقيب . إنما هو الإحصاء الدقيق المباشر ، والحساب المبني على هذا الإحصاء الدقيق المباشر .

ويلقي النص إيحاءه الرهيب حيث تحس النفس أنها ليست أبدا في خلوة - وإن خلت - فهناك الحافظ الرقيب عليها حين تنفرد من كل رقيب ، وتتخفي عن كل عين ، وتأمن من كل طارق . هنالك الحافظ الذي يشق كل غطاء وينفذ إلى كل مستور . كما يطرق النجم الثاقب حجاب الليل الساتر . . وصنعة الله واحدة متناسقة في الأنفس وفي الآفاق .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ} (4)

وجواب القسم يقوله : { إن كل نفس . . . } أي ما كل نفس إلا عليها مهيمن قائم عليها في إيجادها وبقائها ؛ وهو الله سبحانه . أو من يحفظ عملها من الملائكة ، ويحصى عليها ما تكتسب من خير أو شر . وعدي " حافظ " بعلى لتضمنه معنى القيام والإحصاء . وقرئ " لما " بالتخفيف ، " وما " زائدة للتوكيد ، " وإن " مخففة من الثقيلة واسمها محذوف ؛ أي إنه .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ} (4)

حافظ : رقيب .

ثم بين الذي حلف عليه فقال : { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } أي إن كلَّ نفس عليها رقيبٌ يحفظها ويدير شؤونها في جميع أطوارها ، ويُحصي عليها أعمالها .

لَمَّا ، هنا بمعنى إلاّ ، يعني أن كل نفس عليها حافظ . وفي قراءة من قرأها بالتخفيف أنّ كل نفس لَما عليها حافظ ، يعني : أن كل نفس لَعَلَيْها حافظ ، وهما قراءتان سَبْعِيَّتان .

وهذا المعنى كما قال تعالى : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } [ الإنفطار : 10-12 ] .

قراءات

قرأ عاصم وحمزة وابن عامر : إن كل نفسٍ لمّا عليها حافظ ، بتشديد لمّا ، وهي بمعنى إلاّ . وقرأ الباقون : لما بغير تشديد وهي بمعنى اللام : لَعليها حافظ .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ} (4)

{ إن كل نفس } جواب القسم ، { لما عليها حافظ } قرأ أبو جعفر ، وابن عامر ، وعاصم ، وحمزة : { لما } بالتشديد ، يعنون : ما كل نفس إلا عليها حافظ ، وهي لغة هذيل يجعلون { لما } بمنزلة إلا يقولون : نشدتك الله لما قمت ، أي إلا قمت . وقرأ الآخرون بالتخفيف ، جعلوا ما صلة ، مجازه : إن كل نفس لعليها حافظ ، وتأويل الآية : كل نفس عليها حافظ من ربها يحفظ عملها ويحصي عليها ما تكتسب من خير وشر . قال ابن عباس : هم الحفظة من الملائكة . قال الكلبي : حافظ من الله يحفظها ويحفظ قولها وفعلها حتى يدفعها ويسلمها إلى المقادير ، ثم يخلي عنها

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ} (4)

{ إن كل نفس لما عليها } لعليها و { ما } صلة { حافظ } من ربها يحفظ عملها

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ} (4)

قوله : { إن كل نفس لما عليها حافظ } وهذا جواب القسم . وإن ، نافية بمعنى ، ما . ولما ، المشددة بمعنى إلا . يعني : ما كل نفس إلا عليها حافظ . أي حفظة من الملائكة يحفظون عليها ما فعلت من خير أو شر . والحافظ على الحقيقة هو الله . فإنه سبحانه يحفظ عباده المؤمنين من السوء ومن شر الأشرار وكيد الكائدين . كما في وقوله : { فالله خير حافظا } {[4797]} .


[4797]:فتح القدير جـ 5 ص 418.