إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ} (4)

وقولُه تعالى : { إِن كُلُّ نَفْسٍ لما عَلَيْهَا حَافِظٌ } جوابٌ للقسمِ وما بينهما اعتراضٌ جيءَ بهِ لما ذكرَ من تأكيدِ فخامةِ المقسمِ بهِ المستتبعِ لتأكيدِ مضمونِ الجملةِ المقسمِ عليها ، وإنْ نافيةٌ ، ولَمَّا بمَعْنى إلاَّ ما كلُّ نفسٍ إلا عليها حافظٌ مهيمنٌ رقيبٌ وهو الله عزَّ وجلَّ كما في قولِه تعالَى : { وَكَانَ الله على كُلّ شَيء رقِيباً } [ سورة الأحزاب ، الآية 52 ] وقيلَ : هو من يحفظُ عملَها ويُحصي عليها ما تكسبُ من خيرٍ وشرَ كما في قولِه تعالى : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لحافظين * كِراماً } [ سورة الانفطار ، الآية 10 ] الآيةَ وقولُه تعالى : { وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً } [ سورة الأنعام ، الآية 61 ] وقولُه تعالى : { لَهُ معقبات من بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ } [ سورة الرعد ، الآية 11 ] وقُرِئَ لَمَا مخففةٌ على أنَّ إنْ مخففةٌ من الثقيلةِ واسمُها الذي هُو ضميرُ الشأنِ محذوفٌ واللامُ هي الفارقةُ وما مزيدةٌ أي أنَّ الشأنَ كلُّ نفسٍ لعليها حافظٌ .