الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ} (4)

فإن قلت : ما جواب القسم ؟ قلت { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } لأنّ «إن » لا تخلو فيمن قرأ لما مشددة ، بمعنى : إلا أن تكون نافية . وفيمن قرأها مخففة على أن «ما » صلة تكون مخففة من الثقيلة ، وأيتهما كانت فهي مما يتلقى به القسم ، حافظ مهيمن عليها رقيب ، وهو الله عز وجل { وَكَانَ الله على كُلّ شَىْء رَّقِيباً } [ الأحزاب : 52 ] ، { وَكَانَ الله على كُلّ شَىْء مُّقِيتاً } [ النساء : 85 ] ، وقيل : ملك يحفظ عملها ويحصى عليها ما تكسب من خير وشر . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : " وكل بالمؤمن مائة وستون ملكاً يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل الذباب . ولو وكل العبد إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين " .