{ إن كل نفس لما عليها حافظ } هذا جواب القسم ، وما بينهما اعتراض جيء به لتأكيد فخامة القسم المستتبع لتأكيد مضمون الجملة المقسم عليها ، وقد تقدم في سورة هود اختلاف القراء في " لما " فمن قرأ بتخفيفها كانت إن هنا هي المخففة من الثقيلة فيها ضمير الشأن المقدر وهو اسمها ، واللام هي الفارقة و " ما " مزيدة ، وهذا كله تفريع على قول البصريين أي أن الشأن كل نفس لعليها حافظ .
ومن قرأ بالتشديد فإن نافية ، ولما بمعنى إلا أي ما كل نفس إلا عليها حافظ ، قيل والحافظ هم الحفظة من الملائكة الذين يحفظون عليها عملها وقولها وفعلها ، ويحصون ما تكسب من خير وشر ، وقيل الحافظ هو الله عز وجل .
وعدى حافظ بعلى لتضمينه معنى القيام ، فإنه تعالى قائم على خلقه بعلمه واطلاعه على أحوالهم وقيل هو العقل يرشدهم إلى المصالح ويكفهم عن المفاسد ، والأول أولى لقوله { وإن عليكم لحافظين } وقوله { ويرسل عليكم حفظة } وقوله { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه } والحافظ في الحقيقة هو الله عز وجل كما في قوله { فالله خير حافظا } وقوله { وكان الله على كل شيء رقيبا } فإن الممكنات كما تحتاج إلى الواجب لذاته في وجودها تحتاج إليه في بقائها ، وحفظ الملائكة من حفظه لأنهم يحفظونه بأمره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.