الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ} (4)

ثم قال تعالى : ( إن كل نفس لما عليها حافظ )

من خفف [ لما ] {[74927]} فتقديره : إن كل نفس لعليها حافظ ، " فما " زائدة مؤكدة " وإن " مخففة من [ الثقيلة ] {[74928]} . ومن شدد [ لما ] {[74929]} جعلها بمعنى " إلا " لغة في هذيل ، و ( إن ) بمعنى " ما " .

والمعنى : ما كل نفس إلا عليها حافظ من ربها يحفظ عملها [ و ] {[74930]} يحصي عليها ما تكسب من خير وشر {[74931]} .

قال {[74932]} ابن عباس : معناه : كل نفس عليها حفيظ من الملائكة {[74933]} .

وقال قتادة : " حفظة يحفظون عملك ورزقك وأجلك إذا توفيته {[74934]} يا بان آدم قُبضت إلى ربك {[74935]} .

وقال الفراء : كل نفس عليها حافظ يحفظها من الآفات حتى يسلمها إلى المقدور {[74936]} .


[74927]:قرأ بالتخفيف نافع من أهل المدينة وأبو عمرو من أهل البصرة في جامع البيان 30/142 وقرأ به أيضاً الكسائي وابن كثير في السبعة: 678 ويعقوب وخلف في المبسوط: 467.
[74928]:م: الثقيلة: وانظر: الحجة لابن خالويه: 368 والكشف 2/215.
[74929]:قرأ بالتشديد أبو جعفر وحمزة والحسن في جامع البيان 30/142 وعاصم وابن عامر في السبعة: 678. والأعرج وقتادة وأبو عمرو أيضاً في البحر 8/454.
[74930]:ساقط من ث.
[74931]:انظر: الحجة لابن خالويه: 368 والحجة لأبي زرعة: 758 والمحرر 16/275 والبحر 8/454.
[74932]:أ: وقال.
[74933]:انظر: جامع البيان 30/143.
[74934]:ث: وفيته.
[74935]:انظر: جامع البيان 30/143. والدر 8/474.
[74936]:انظر: معاني الفراء 3/255 ولفظه (عليها حافظ): الحافظ من الله عز وجل يحفظها حتى يسلمها إلى المقادير".