في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

مما لم تعهده الأرض في آنية الفضة . وهي بأحجام مقدرة تقديرا يحقق المتاع والجمال .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

{ قدروها تقديرا } قدر الطائفون بها شرابها على مقدار ريّ الشاربين من غير زيادة ولا نقصان ؛ وذلك ألذ وأشهى .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

{ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ } أي : مادتها من فضة ، [ وهي ] على صفاء القوارير ، وهذا من أعجب الأشياء ، أن تكون الفضة الكثيفة من صفاء جوهرها وطيب معدنها على صفاء القوارير .

{ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا } أي : قدروا الأواني المذكورة على قدر ريهم ، لا تزيد ولا تنقص ، لأنها لو زادت نقصت لذتها ، ولو نقصت لم تف بريهم{[1310]} . ويحتمل أن المراد : قدرها أهل الجنة بنفوسهم بمقدار يوافق لذاتهم ، فأتتهم على ما قدروا في خواطرهم .


[1310]:- في ب: لم تكفهم لريهم.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني قُدِّرت الأكواب على الإناء، وقدر الإناء على كف الخادم وري القوم. فذلك قوله: {قدروها تقديرا}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: قَوَارِيرَ في صفاء الصفاء من فضة الفضة من البياض،

"قَدّرُوها تَقْدِيرا" يقول: قدّروا تلك الآنية التي يُطاف عليهم بها تقديرا على قَدْر رِيّهم لا تزيد ولا تنقص عن ذلك، لا تتْرَع فتُهَراق، ولا ينقصون من مائها فتنقص فهي ملأى.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: قدّروها على قدر الكفّ.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

ثم أخبر أن تلك الأكواب {قواريرا من فضة} قيل: هي من فضة، ولها صفاء القوارير، يرى ما فيها من الشراب من خارجها لصفائها.

ثم الآنية من الفضة في أعين أهلها أرفع وأشرف من الإناء المتخذ من التراب، فكذلك الصفاء الذي يكون بالفضة أبلغ وأرفع في أعين أهلها من الصفاء الذي يقع بالقوارير.

{قدروها تقديرا} قيل: يسقون على القدر الذي قدروه على أنفسهم، وحدثت به أنفسهم، فلا يقدرون في قلوبهم مقدارا إلا أتوا به على ذلك.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

منتهى مراد الرجل في الآنية التي يشرب منها الصفاء والنقاء والشكل. أما الصفاء فقد ذكره الله تعالى بقوله: {كانت قوارير}، وأما النقاء فقد ذكره بقوله: من فضة، وأما الشكل فقد ذكره بقوله: {قدروها تقديرا}.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ولفظ {قواريرا} الثاني، يجوز أن يكون تأكيداً لفظياً لنظيره لزيادة تحقيق أن لها رقة الزجاج فيكون الوقف على {قواريرا} الأول.

ويجوز أن يكون تكريراً لإِفادة التصنيف فإن حسن التنسيق في آنية الشراب من مكملات رونق مجلسه، فيكون التكرير مثل ما في قوله تعالى: {والمَلكُ صَفّاً صفّاً} [الفجر: 22] وقول الناس: قرأت الكتاب باباً باباً فيكون الوقف على {قواريراً} الثاني.

وقوله: {قدّروها تقديراً} يجوز أن يكون ضمير الجمع عائداً إلى {الأبرار} [الإنسان: 5] أو {عباد الله} [الإنسان: 6] الذي عادت إليه الضمائر المتقدمة من قوله {يفجرونها} [الإنسان: 6] و {يوفون} [الإنسان: 7] إلى آخر الضمائر فيكون معنى التقدير رغبتَهم أن تجيء على وفق ما يشتهون.

ويجوز أن يكون الضمير عائداً إلى نائب الفاعل المحذوف المفهوم من بناء {يطاف} للنائب، أي الطائفون عليهم بها قدَّروا الآنية والأكوابَ، أي قدروا ما فيها من الشراب على حسب ما يطلبه كل شارب منهم ومآله إلى معنى الاحتمال الأول. وكان مما يعد في العادة من حِذق الساقي أن يعطِيَ كلَّ أحد من الشَّرْب ما يناسب رغبته

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

{ قوارير من فضة قدروها تقديرا } أي جعلت الأكواب على قدر ريهم وهو ألذ الشراب

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

" قوارير من فضة " أي في صفاء القوارير وبياض الفضة ، فصفاؤها صفاء الزجاج وهي من فضة . وقيل : أرض الجنة من فضة ، والأواني تتخذ من تربة الأرض التي هي منها . ذكره ابن عباس وقال : ليس في الجنة شيء إلا قد أعطيتم في الدنيا شبهه ، إلا القوارير من فضة . وقال : لو أخذت فضة من فضة الدنيا فضربتها حتى تجعلها مثل جناح الذباب لم تر من ورائها الماء ، ولكن قوارير الجنة مثل الفضة{[15687]} في صفاء القوارير . " قدروها تقديرا " قراءة العامة بفتح القاف والدال ، أي قدرها لهم السقاة الذين يطوفون بها عليهم . قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما : أتوا بها على قدر ريهم ، بغير زيادة ولا نقصان . الكلبى : وذلك ألذ وأشهى ، والمعنى : قدرتها الملائكة التي تطوف عليهم . وعن ابن عباس أيضا : قدروها على ملء الكف لا تزيد ولا تنقص ، حتى لا تؤذيهم بثقل أو بإفراط صغر . وقيل : إن الشاربين قدروا لها مقادير في أنفسهم على ما اشتهوا وقدروا . وقرأ عبيد بن عمير والشعبي وابن سيرين " قدروها " بضم القاف وكسر الدال ، أي جعلت لهم على قدر إرادتهم . وذكر هذه القراءة المهدوي عن علي وابن عباس رضي الله عنهما ، وقال : ومن قرأ " قدروها " فهو راجع إلى معنى القراءة الأخرى ، وكأن الأصل قدروا عليها فحذف الجر ، والمعنى قدرت عليهم ، وأنشد سيبويه{[15688]} :

آليتُ حَبَّ العراق الدَّهْرَ آكُلُهُ *** والحَبُّ يأكله في القرية السُّوسُ

وذهب إلى أن المعنى على حب العراق . وقيل : هذا التقدير هو أن الأقداح تطير فتغترف بمقدار شهوة الشارب ، وذلك قوله تعالى : " قدروها تقديرا " أي لا يفضل عن الري لا ينقص منه ، فقد ألهمت الأقداح معرفة مقدار ري المشتهى حتى تغترف بذلك المقدار . ذكر هذا القول الترمذي الحكيم في " نوادر الأصول " .


[15687]:أي في بياضها.
[15688]:قائله المتلمس. ويروى: أطعمه. والرواية الصحيحة في "آليت" بالفتح لأنه يخاطب عمرو بن هند الملك، وكان قد أقسم ألا يطعم المتلمس حب العراق. فقال له المتلمس مستهزئا آليت على حب العراق لا أطعمه، وقد وجدت منه بالشام ما يغني عما عندك، فمنه هناك كثير، بحيث يأكله السوس. وأراد بالقرية الشام.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

ولما كان هذا رأس آية ، وكان التعبير بالقارورة ربما أفهم {[70663]}أو أوهم{[70664]} أنها من الزجاج ، وكان في الزجاج من النقص سرعة الانكسار لإفراط الصلابة ، قال معيداً للفظ أول الآية الثانية ، تأكيداً للاتصاف بالصالح من أوصاف الزجاج وبياناً لنوعها : { قواريراً من فضة } أي فجمعت صفتي الجوهرين المتباينين : صفاء الزجاج وشفوفه{[70665]} وبريقه وبياض الفضة وشرفها ولينها ، وقراءة من نوّن الاثنين صارفاً ما من حقه المنع مشيرة إلى عظمتها وامتداد {[70666]}كثرتها وعلوها{[70667]} في الفضل والشرف ، وقراءة ابن كثير في الاقتصار على تنوين الأول للتنبيه على أنه رأس آية والثاني أول{[70668]} التي بعدها مع إفهام العظمة لأن الثاني إعادة للأول لما تقدم من الإفادة ، فكأنه منون ، ووقف أبو عمرو{[70669]} على الأول بالألف مع المنع من الصرف لأن ذلك كاف في الدلالة على أنه {[70670]}رأس آية{[70671]} .

ولما كان الإنسان لا يحب أن يكون الإناء ولا ما فيه من مأكول أو مشروب زائداً عن حاجته ولا ناقصاً عنها قال : { قدروها } أي في الذات والصفات { تقديراً * } أي على مقادير الاحتياج من غير زيادة ولا نقص لأن ما{[70672]} أراد كل منهم كان ، لا كلفة ولا كدر ولا نقص .


[70663]:من ظ و م، وفي الأصل: أراهم.
[70664]:من ظ و م، وفي الأصل: أراهم.
[70665]:زيد من ظ.
[70666]:من ظ و م، وفي الأصل: علوها وكثرتها.
[70667]:من ظ و م، وفي الأصل: علوها وكثرتها.
[70668]:زيد في الأصل: الآية، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70669]:من ظ و م، وفي الأصل: أبي عمرو.
[70670]:من ظ و م، وفي الأصل: رأيه.
[70671]:من ظ و م، وفي الأصل: رأيه.
[70672]:زيد في الأصل: كل، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.