ومعنى قوارير من { فِضَّةٍ } أنها مخلوقة من فضة ، وهي مع بياض الفضة وحسنها في صفاء القوارير وشفيفها .
فإن قلت : ما معنى { كانت } ؟ قلت هو من - يكون - في قوله : { كُنْ فَيَكُونُ } [ البقرة : 117 ] أي : تكوّنت قوارير ، بتكون الله تفخيماً لتلك الخلقة العجيبة الشأن ، الجامعة بين صفتي الجوهرين المتباينين . ومنه كان في قوله : { كان مزاجها كافوراً } . وقرىء «قوارير من فضة » بالرفع على : هي قوارير { قَدَّرُوهَا } صفة لقوارير من فضة . ومعنى تقديرهم لها : أنهم قدروها في أنفسهم أن تكون على مقادير وأشكال على حسب شهواتهم ، فجاءت كما قدّروا . وقيل : الضمير للطائفين بها ، دل عليهم قوله : { وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ } [ الإنسان : 15 ] ، على أنهم قدروا شرابها على قدر الرّي ، وهو ألذ للشارب لكونه على مقدار حاجته لا يفضل عنها ولا يعجز . وعن مجاهد : لا تفيض ولا تغيض . وقرئ : «قدّروها » على البناء للمفعول . ووجهه أن يكون من قدر ، منقولا من قدر . تقول : قدرت الشيء وقدرنيه فلان : إذا جعلك قادراً له . ومعناه : جعلوا قادرين له كما شاءوا . وأطلق لهم أن يقدروا على حسب ما اشتهوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.