تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

الآية 16 : ثم أخبر أن تلك الأكواب{ قواريرا من فضة } قيل : هي من فضة ، ولها صفاء القوارير ، يرى ما فيها من الشراب من خارجها لصفائها .

ثم الآنية من الفضة في أعين أهلها أرفع وأشرف من الإناء المتخذ من التراب ، فكذلك الصفاء الذي يكون بالفضة أبلغ وأرفع في أعين أهلها من الصفاء الذي يقع بالقوارير : { قواريرا من فضة } على الأصل المعهود أنه لا ينصرف .

وقرئ قوله تعالى : { قواريرا } على الوقف عليه{[22881]} موافقا لآخر سائر الآيات ، وقرئ قواريرا بالتنوين عند الوصل أيضا لأنه رأس الآية .

وقوله تعالى : { قدروها تقديرا }أي جعلت على قدر ريّهم ، وقيل : يسقون على القدر الذي قدروه على أنفسهم ، وحدثت به أنفسهم ، فلا يقدرون في قلوبهم مقدارا إلا أتوا به{[22882]} على ذلك .


[22881]:انظر معجم القراءات القرآنية ح 8/23.
[22882]:في الأصل و م: بها.