تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

{ قواريرا من فضة } الأكواب : الأكواز واحدها : كوب ؛ وهو المدور القصير العنق القصير العروة ، ومعنى كانت قواريرا قواريرا من فضة ؛ أي : يجتمع فيها صفاء القوارير في بياض الفضة ؛ وذلك أن لكل قوم من تراب أرضهم قوارير ، وإن تراب الجنة فضة ، فهي قوارير من فضة يشربون فيها يرى الشراب من وراء جدر القوارير ؛ وهذا لا يكون في فضة الدنيا .

قال محمد : قرأه أهل الحجاز وأهل الكوفة ( قواريرا قواريرا ) بإثبات الألف والتنوين ؛ ذكره أبو عبيد قال : وكان حمزة يسقط الألف منهن ولا يصرفن{[1492]} .

وذكر الزجاج : أن الاختيار عند النحويين أن تقرأ بغير صرف قال : ومن قرأه قواريرا بصرف الأول فلأنه رأس آية ، ومن صرف الثاني أتبع اللفظ اللفظ ؛ لأن العرب ربما قلبت إعراب الشيء ؛ لتتبع اللفظة اللفظة{[1493]} وكذلك قوله : { إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا } الأجود في العربية : ألا يصرف ولكن لما جعلت رأس آية صرفت ليكون آخر الآي على لفظ واحد .

{ قدروها تقديرا( 16 ) } أي : في أنفسهم فأتتهم على نحو ما قدروا واشتهوا من صغار وكبار وأوساط ، هذا تفسير قتادة .


[1492]:انظر/النشر (2/295).
[1493]:انظر الدر المصون (6/444-445).