بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

{ كَانَتْ قَوَارِيراً مِن فِضَّةٍ } يعني : في صفاء القارورة ، وبياض الفضة . وروي عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لو أخذت فضة من فضة الدنيا ، فضربتها حتى جعلتها مثل جناح الذباب لم تر الماء من ورائه ، ولكن قوارير الجنة من فضة في صفاء القوارير ، كبياض الفضة . قرأ نافع ، وعاصم ، والكسائي سلاسلاً وقواريراً ، كلهن بإثبات الألف والتنوين . وقرأ حمزة بإسقاط الألف كلها ، وكان أبو عمرو يثبت الألف في الأولى من قوارير ، ولا يثبتها في الثانية .

قال أبو عبيد : رأيت في مصحف عثمان ، رضي الله عنه الذي قال له مصحف الإمام قوارير بالألف ، والثانية كان بالألف ، فحكت ورأيت أثرها بيناً هناك ، وأما السلاسل فرأيتها قد رست . وقال بعض أهل اللغة : الأجود في العربية ، أن لا ينصر فيه سلاسل وقوارير ، لأن كل جمع يأتي بعد ألفه حرفان أو ثلاثة ، أوسطها ساكن ، فإنه لا ينصرف ، فأما من صرفه ونون ، فإنه رده إلى الأصل في الازدواج إذا وقعت الألف بغير تنوين ثم قال : { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } يعني : على قدر كف الخدم ، ويقال : على قدر كف المخدوم ولا يحجز ، ويقال : على قدر ما يحتاجون إليه ويريدونه . ويقال : على مقدار الذي لا يزيد ولا ينقص ليكون الري لشربهم .