في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{۞تُرۡجِي مَن تَشَآءُ مِنۡهُنَّ وَتُـٔۡوِيٓ إِلَيۡكَ مَن تَشَآءُۖ وَمَنِ ٱبۡتَغَيۡتَ مِمَّنۡ عَزَلۡتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكَۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن تَقَرَّ أَعۡيُنُهُنَّ وَلَا يَحۡزَنَّ وَيَرۡضَيۡنَ بِمَآ ءَاتَيۡتَهُنَّ كُلُّهُنَّۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمٗا} (51)

49

ثم ترك الخيار له [ صلى الله عليه وسلم ] في أن يضم إلى عصمته من شاء ممن يعرضن أنفسهن عليه ، أو يؤجل ذلك . ومن أرجأهن فله أن يعود إليهن حين يشاء . . وله أن يباشر من نسائه من يريد ويرجئ من يريد . ثم يعود . . ( ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن ) . . فهي مراعاة الظروف الخاصة المحيطة بشخص الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] والرغبات الموجهة إليه ، والحرص على شرف الاتصال به ، مما يعلمه الله ويدبره بعلمه وحلمه . ( والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{۞تُرۡجِي مَن تَشَآءُ مِنۡهُنَّ وَتُـٔۡوِيٓ إِلَيۡكَ مَن تَشَآءُۖ وَمَنِ ٱبۡتَغَيۡتَ مِمَّنۡ عَزَلۡتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكَۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن تَقَرَّ أَعۡيُنُهُنَّ وَلَا يَحۡزَنَّ وَيَرۡضَيۡنَ بِمَآ ءَاتَيۡتَهُنَّ كُلُّهُنَّۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمٗا} (51)

{ ترجى من تشاء منهن . . . } بيان للتوسعة عليه صلى الله عليه وسلم في ترك القسم بين نسائه ، وأنه لم يفرض عليه كما فرض على أمته ؛ فبخص بجعل الأمر إليه : إن شاء أن يقسم بينهن قسم ، وإن شاء أن يترك القسم ترك . ولكنه مع هذا كان يقسم بينهن إلى أن مات – عدا سودة التي وهبت ليلتها لعائشة – تطييبا لنفوسهن ، وصونا لهن عما تؤدى إليه الغيرة مما لا ينبغي من القول . وقيل : كان القسم واجبا عليه ثم نسخ وجوبه بهذه الآية . و " ترجى " تؤخر المضاجعة أي تتركها . و " تؤوى " أي تضم وتضاجع . وقيل الآية في الطلاق ؛ أي تطلق من تشاء منهن وتمسك من تشاء . وقيل في الأمرين ؛ لإطلاق الإرجاء والإيواء . { ومن ابتغيت ممن عزلت } أي طلبت إيواء من اجتنبتها . { فلا جناح عليك } في ذلك . { ذلك } أي تفويض الأمر من الله تعالى إلى مشيئتك . { أدنى } أقرب إلى{ أن تقر أعينهن } ويرضين عن طيّب نفس بما تصنع معهن ؛ فإذا سويت بينهن وجدن ذلك تفضلا منك ، وإذا رجحت بعضهن علمن أنه بحكم الله تعالى وإذنه لك فيه ، ولا حق لهن قبلك ؛ فتطمئن نفوسهن به .