جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞تُرۡجِي مَن تَشَآءُ مِنۡهُنَّ وَتُـٔۡوِيٓ إِلَيۡكَ مَن تَشَآءُۖ وَمَنِ ٱبۡتَغَيۡتَ مِمَّنۡ عَزَلۡتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكَۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن تَقَرَّ أَعۡيُنُهُنَّ وَلَا يَحۡزَنَّ وَيَرۡضَيۡنَ بِمَآ ءَاتَيۡتَهُنَّ كُلُّهُنَّۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمٗا} (51)

{ تُرجي } : تؤخر ، { من تشاء منهن } : من نسائك ومن الواهبات ، { وتُئوي } : تضم { إليك من تشاء } : من نسائك والواهبات ، يعني : أنت بالخيار في أمرهن قد حط عنك القسم فلا يجب عليك{[4104]} بعد ، وفي أمر الواهبات إن شئت قبلت وإن شئت رددت ، { ومن ابتغيت } طلبت وأردت إصابتها ، { ممن عزلت } : من النساء اللاتي عزلتهن عن القسمة ، { فلا جناح عليك } في ذلك ، { ذلك }التفويض مشيئتك من غير وجوب القسم ، { أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن }أي : أقرب إلى قرة عيونهن وقلة حزنهن ورضاهن جميعا ، فإنه إذا علمن أن الله قد وضع عنك الحرج في القسم ، ثم مع هذا أنت تقسم لهن اختيارا فرحن به ، وحملن جميلتك في ذلك واعترفن بعد ذلك وكمال إنصافك في قسمك ، وإن رجحت بعضهن علمن أنه بفسحة من الله لك ورضاه فتطمئن{[4105]} نفوسهن ، وعن بعض معناه تطلق من تشاء منهن ، وتمسك من تشاء ، ومن ابتغيت ممن طلقت بالرجعة فلا إثم ، والتفويض إلى رأيك أقر لرضاهن ، لأنك لو لم تطلقهن حملن في ذلك جميلتك " وكلهن " تأكيد لفاعل ''يرضين'' { والله يعلم ما في قلوبكم } من الميل إلى بعضهن مما لا يمكن دفعه ، { وكان الله عليما حليما } فلا يؤاخذكم بما في قلوبكم


[4104]:وذلك أشهر الأقوال في الآية وأصحها كما قاله القرطبي وقال ابن عباس: تطلق من تشاء، وتمسك من تشاء / 12 كمالين.
[4105]:واتفقت الروايات على أنه صلى الله عليه وسلم راعى القسم إلى وفاته وأخذ بالفضل، غير ما جرى لسودة فإنها وهبت ليلتها لعائشة لئلا يطلقها فتكون محشورة بين نسائه / 12.