التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞تُرۡجِي مَن تَشَآءُ مِنۡهُنَّ وَتُـٔۡوِيٓ إِلَيۡكَ مَن تَشَآءُۖ وَمَنِ ٱبۡتَغَيۡتَ مِمَّنۡ عَزَلۡتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكَۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن تَقَرَّ أَعۡيُنُهُنَّ وَلَا يَحۡزَنَّ وَيَرۡضَيۡنَ بِمَآ ءَاتَيۡتَهُنَّ كُلُّهُنَّۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمٗا} (51)

قوله تعالى { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما } .

قال البخاري : حدثنا حبّان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم الأحول عن معاذ عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد أن أنزلت هذه الآية { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك } فقلت لها : ما كنتِ تقولين ؟ قالت كنت أقول له : إن كان ذاك إليّ فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا .

تابعه عباد بن عباد سمعَ عاصما ، ( صحيح البخاري 8/385- ك التفسير- سورة الأحزاب ح 4789 ) صحيح مسلم ( 2/1103 ح 1476- ك الطلاق ، ب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقا إلا بالنية ) .

قال مسلم : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة . قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول : وتهب المرأة نفسها ؟ فلما أنزل الله عز وجل : { ترجي من تشاء منهن وتُؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت } قالت : قلت : والله ! ما أرى ربك إلا يُسارع لك في هواك .

( صحيح مسلم 2/1085- ك الرضاع ، ب جواز هبتها نوبتها . ح 1464 ) . وأخرجه البخاري ( الصحيح- ك النكاح ، ب هل للمرأة أن تهب نفسها 9/164 ح 5113 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قوله { ترجي من تشاء منهن } يقول : تؤخر .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ، قوله { ترجي من تشاء منهن } قال : تعزل بغير طلاق من أزواجك من تشاء { وتؤوي إليك من تشاء } قال : تردها إليك من شئت ممن تجرى .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله { ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك } قال : جميعا هذه في نسائه ، إن شاء أتى من شاء منهن ، ولا جناح عليه .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن } إذا علمن أن هذا جاء من الله لرخصة ، كان أطيب لأنفسهن ، وأقل لحزنهن .