{ تُرْجِي } بهمز وغير همز ، أي تترك وتؤخر { مَن تَشَاء مِنْهُنَّ } أي من هؤلاء النساء اللاتي أحللناهن لك ، فلا تتزوج بهن { وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء } أي تضم من تشاء منهن بالتزوج { وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ } أي اخترت تزوجها بعد إرجائها { فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ } أي في أن تضمها إليك . ومن رأى بعضهم أن الضمير في { منهن } يعود إلى الواهبات . قال الشعبي : كن نساء وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم : فدخل ببعضهن وأرجأ بعضهن . لم ينكحن بعده . منهن أم شريك . واستؤنس بحديث عائشة عند أحمد ؛ أنها كانت تعير النساء اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول : ( ألا تستحيي المرأة أن تعرض نفسها بغير صداق ؟ فلما أنزل الله { تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ } الآية قالت : إني أرى ربك يسارع لك في هواك ) . ورواه البخاري {[6206]} أيضا كما تقدم . وذهب آخرون إلى أن معنى الآية : تطلق وتخلي سبيل من شئت من نسائك ، وتمسك من شئت منهن فلا تطلق . وعن قتادة ؛ ( أنها في القسم ، وان له أن يقسم لمن شاء ، ويدعه لمن شاء ) . مع هذا فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدع القسم . وقد احتج بالآية من ذهب إلى أن القسم لم يكن واجبا عليه صلى الله عليه وسلم . والتحقيق أن الآية عامة في ذلك كله . وأن ما روي مما ذكر ، فمن باب الاكتفاء من العام على بعض أفراده ، أو من رأى ذهب إليه قائله . وقوله تعالى : { ذَلِكَ } أي ما ذكر من تفويض الأمر إلى مشيئتك ورفع الحرج عنك فيه { أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ } أي تطيب أنفسهن ، إن علمن أن ذلك من الله تعالى { وَلَا يَحْزَنَّ } لمخالفة الإرجاء { وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ } أي لأنه حكم ، كلهن فيه سواء ، فإن سويت بينهن وجدن ذلك تفضلا . وإلا علمن أنه بحكم الله تعالى . فتطمئن به نفوسهن { وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ } أي من الميل إلى البعض منهن دون البعض بالمحبة { وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا } أي بذات الصدور { حَلِيمًا } أي ذا حلم عن عباده فيعفو ويغفر . وروى الإمام أحمد {[6207]} وأهل ( السنن ) {[6208]} عن عائشة ؛ ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل . ثم يقول : اللهم ! هذا فعلي فيما أملك ، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ) . يعني القلب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.