في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا} (56)

49

ويستمر السياق في تحذير الذين يؤذون النبي [ صلى الله عليه وسلم ] في نفسه أو في أهله ؛ وفي تفظيع الفعلة التي يقدمون عليها . . وذلك عن طريقين : الطريق الأولى تمجيد رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] وبيان مكانته عند ربه وفي الملأ الأعلى . والطريق الثانية تقرير أن إيذاءه إيذاء لله - سبحانه - وجزاؤه عند الله الطرد من رحمته في الدنيا والآخرة ، والعذاب الذي يناسب الفعلة الشنيعة : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي . يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما . إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) . .

وصلاة الله على النبي ذكره بالثناء في الملأ الأعلى ؛ وصلاة ملائكته دعاؤهم له عند الله سبحانه وتعالى . ويا لها من مرتبة سنية حيث تردد جنبات الوجود ثناء الله على نبيه ؛ ويشرق به الكون كله وتتجاوب به أرجاؤه . ويثبت في كيان الوجود ذلك الثناء الأزلي القديم الأبدي الباقي . وما من نعمة ولا تكريم بعد هذه النعمة وهذا التكريم . وأين تذهب صلاة البشر وتسليمهم بعد صلاة الله العلي وتسليمه ، وصلاة الملائكة في الملأ الأعلى وتسليمهم ؛ إنما يشاء الله تشريف المؤمنين بأن يقرن صلاتهم إلى صلاته وتسليمهم إلى تسليمه ؛ وأن يصلهم عن هذا الطريق بالأفق العلوي الكريم الأزلي القديم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا} (56)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إن الله وملائكته يصلون على النبي} صلى الله عليه وسلم، أما صلاة الرب عز وجل فالمغفرة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأما صلاة الملائكة فالاستغفار للنبي صلى الله عليه وسلم.

{يأيها الذين آمنوا صلوا عليه} استغفروا للنبي صلى الله عليه وسلم {وسلموا تسليما}.

تفسير الإمام مالك 179 هـ :

يحيى: عن مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن محمد بن عبد الله بن زيد، أنه أخبره عن أبي مسعود الأنصاري، أنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تمنينا أنه لم يسأل ثم قال: (قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد)، والسلام كما قد علمتم.

تفسير الشافعي 204 هـ :

قال الشافعي: فلم يكن فرض الصلاة عليه في موضع أولى منه في الصلاة، ووجدنا الدلالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما وصفت، من أن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضٌ في الصلاة.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: إن الله وملائكته يبرّكون على النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم...

وقد يحتمل أن يقال: إن معنى ذلك: أن الله يرحم النبيّ، وتدعو له ملائكته ويستغفرون، وذلك أن الصلاة في كلام العرب من غير الله إنما هو دعاء...

"يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيْهِ" يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين آمنوا ادعوا لنبيّ الله محمد صلى الله عليه وسلم، "وَسَلّمُوا عَلَيْهِ تَسْلِيما" يقول: وحيوه تحية الإسلام... حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا هارون، عن عنبسة، عن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: أتى رجل النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعت الله يقول: "إنّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلى النّبِيّ". فكيف الصلاة عليك؟ فقال: «قُلِ: اللّهُمّ صَلّ على مُحَمّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمّدٍ، كمَا صَلّيْتَ عَلى إبْراَهِيمَ إنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبارِكْ عَلى مُحَمّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمّدٍ، كمَا بارَكْتَ عَلى إبْراهِيمَ إنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

حدثني جعفر بن محمد الكوفي، قال: حدثنا يعلى بن الأجلح، عن الحكم بن عُتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي لَيلى، عن كعب بن عُجرة، قال: لما نزلت: إنّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلى النّبِيّ يا أيها الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيْهِ وَسَلّمُوا تَسْلِيما قمت إليه، فقلت: السلام عليك قد عرفناه، فكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال: «قُلِ اللّهُمّ صَلّ على مُحَمّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمّدٍ، كمَا صَلّيْتَ عَلى إبْراهِيمَ وآلِ إبْراهِيمَ، إنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبارِكْ عَلى مُحَمّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمّدٍ، كمَا بارَكْتَ عَلى إبْراهِيمَ وآلِ إبْراهِيمَ إنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن زياد، عن إبراهيم في قوله "إنّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ" الآية، قالوا: يا رسول الله هذا السلام قد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ فقال: قولوا: «اللّهُمّ صَلّ عَلى مَحَمّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وأهْلِ بَيْتِهِ كمَا صَلّيْتَ عَلى إبْراهِيمَ إنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

ففي الآية الأمر للمؤمنين أن يصلوا على النبي، ثم لما سئل هو عن كيفية الصلاة عليه وماهيتها قال لهم: أن تقولوا: اللهم صل على محمد، وهو سؤال أن يتولى الرب الصلاة عليه.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{إنَّ اللَّهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أن صلاة الله تعالى عليه ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء، قاله أبو العالية.

{وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} يحتمل وجهين: أحدهما: سلموا لأمره بالطاعة له تسليماً.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وصلاة الله تعالى هو ما فعله به من كراماته وتفضيله وإعلاء درجاته ورفع منازله وثنائه عليه، وغير ذلك من أنواع إكرامه.

وصلاة الملائكة عليه مسألتهم الله تعالى أن يفعل به مثل ذلك.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

أراد الله -سبحانه- أن تكون للأمة عنده -صلى الله عليه وسلم- يَدُ خدمةٍ كما له بالشفاعة عليهم يَدُ نعمةٍ، فأَمَرَهم بالصلاة عليه، وفي هذا إشارة إلى أن العبدَ لا يستغني عن الزيادة من الله في وقتٍ من الأوقات؛ إذ لا رتبةَ فوق رتبةِ الرسولِ، وقد احتاج إلى زيادةِ صلواتِ الأمَّةِ عليه.

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

وأما السلام على الرسول فهو أن تقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، هذا في حق أصحاب رسول الله، وكانت السنة لهم أن يواجهوا الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الوجه، فأما في حق سائر المؤمنين ففي التشهد يقول على ما هو المعروف.

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

هذه الآية شرف الله بها رسوله عليه السلام حياته وموته، وذكر منزلته منه، وطهر بها سوء فعل من استصحب في جهته فكرة سوء، أو في أمر زوجاته ونحو ذلك.

أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :

{إن الله وملائكته يصلون على النبي} يعتنون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه.

{يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه} اعتنوا انتم أيضا فإنكم أولى بذلك وقولوا: اللهم صل على محمد.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

قال النووي: إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم، فلا يقتصر على أحدهما فلا يقول:"صلى الله عليه فقط"، ولا "عليه السلام "فقط، وهذا الذي قاله منتزع من هذه الآية الكريمة، وهي قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، فالأولى أن يقال: صلى الله عليه وسلم تسليما.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

... واعلم أنا لم نقف على أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يصلون على النبي كلما جرى ذكر اسمه ولا أن يكتبوا الصلاة عليه إذا كتبوا اسمه، ولم نقف على تعيين مبدأ كتابة ذلك بين المسلمين؛ والذي يبدو أنهم كانوا يصلون على النبي إذا تذكروا بعض شؤونه كما كانوا يترحمون على الميِّت إذا ذكروا بعض محاسنه.

وفي « السيرة الحلبية»: « لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واعترى عمر من الدهش ما هو معلوم، وتكلم أبو بكر بما هو معلوم قال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون صلواتُ الله على رسوله، وعند الله نحتسب رسوله» وروى البخاري في باب: متى يحلّ المعتمر: عن أسماء بنت أبي بكر أنها كانت تقول كلما مرت بالحَجون « صلى الله على رسوله محمد وسلم لقد نزلنا معه ههنا ونحن يومئذٍ خِفاف» إلى آخره ثم أحدثت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أوائل الكتب في زمن هارون الرشيد، ذكر ذلك ابن الأثير في « الكامل» في سنة إحدى وثمانين ومائة، وذكره عياض في « الشفاء»، ولم يذكرا صيغة التصلية. وفي « المخصص» لابن سيده في ذكر الخُف والنعل: إن أبا مُحَلِّم بعث إلى حذَّاء بنعل ليحذوها وقال له: « ثم سُنَّ شَفْرَتك وسُنّ رأس الإِزميل ثم سَمِّ باسم الله وصلّ على محمد ثم انحها» إلى آخره، قال النووي في مقدمة شرحه على « صحيح مسلم» « يستحب لكاتب الحديث إذا مر بذكر الله أن يكتب عز وجل أو تعالى،أو سبحانه وتعالى أو تبارك وتعالى أو جل ذكره أو تبارك اسمه أو جلت عظمته أو ما أشبه ذلك، وكذلك يكتب عند ذكر النبي « صلى الله عليه وسلم بكمالها لا رامزاً إليها ولا مقتصراً على بعضها، ويكتب ذلك وإن لم يكن مكتوباً في الأصل الذي ينقل منه، فإن هذا ليس رواية وإنما هو دعاء.

وينبغي للقارئ أن يقرأ كل ما ذكرناه وإن لم يكن مذكوراً في الأصل الذي يقرأ منه ولا يَسأم من تكرر ذلك، ومن أغفل ذلك حُرم خيراً عظيماً»ـ

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا} (56)

ولما كانت هذه الآيات وما قبلها وما بعدها في إظهار شرف النبي صلى الله عليه وسلم وبيان مناقبه ، علل الأوامر فيها والنواهي وغيرها{[56016]} بقوله ، مؤكداً لاقتضاء الحال ذلك إما ممن{[56017]} آذاه بالجلوس{[56018]} في غير حينه فواضح ، وأما غيره فكان من حقهم أن لا يفارقوا المجلس حتى يعلموا من لا يعرف الأدب ، فكان تهاونهم في ذلك فعل من{[56019]} لا يريد إظهار شرفه صلى الله عليه وسلم فهو تأديب وترهيب : { إن الله } أي وعلمكم محيط بأن له مجامع الكبر والعظمة والعز { وملائكته } أي{[56020]} وهم أهل النزاهة والقرب والعصمة .

ولما كان سبحانه قد قدم قوله : { هو الذي يصلي عليكم وملائكته } فأفرد كلاً بخبر ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعلى المخاطبين حظاً فإنه رأس المؤمنين ، أفرده هنا بهذه الصلاة التي جمع فيها الملائكة الكرام معه سبحانه وجعل الخبر{[56021]} عنهم خبراً{[56022]} واحداً{[56023]} ليكون أتم ، فإن قولك : فلان وفلان ينصران فلاناً ، أضخم من قولك : فلان ينصره و{[56024]} فلان ، فقال تعالى : { يصلون على النبي } أي{[56025]} يظهرون شرفه وما له من الوصلة بالملك الأعظم بما يوحيه الله إليه من عجائب الخلق والأمر من عالم الغيب والشهادة ، وهو معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما كما رواه البخاري{[56026]} : " يبركون " .

ولما كانت ثمرة المراد بهذا الإعلام التأسي ، علم بآخر الكلام أن المعنى : ويسلمون {[56027]}عليه {[56028]}لأن ذلك من تمام الوصلة التي يدور عليها معنى الصلاة{[56029]} فأنتج ذلك قطعاً تفسير المراد بيصلون{[56030]} : { يا أيها الذين آمنوا } أي ادعوا ذلك بألسنتهم { صلوا عليه } بعدم{[56031]} الغفلة عن المبادرة إلى إظهار{[56032]} شرفه في حين من الأحيان تصديقاً لدعواكم ، ولأن الكبير إذا فعل شيئاً بادر كل محب {[56033]}له معتقد لعظمته إلى فعله { وسلموا } .

ولما كان المراد بكل من الصلاة والسلام إظهار الشرف ، وكان السلام أظهر معنى في ذلك ، وكان تحيته عند اللقاء واجباً في التشهد بلا خلاف ، ودالاً على الإذعان لجميع أوامره الذي لا يحصل الإيمان إلا به ، وهو من{[56034]} المسلم نفسه ، وأما الصلاة فإنها يطلبها المصلي من الله ، أكدهما به فقال : { تسليماً * } أي فأظهروا شرفه{[56035]} بكل ما تصل قدرتكم إليه من حسن متابعته وكثرة الثناء الحسن عليه والانقياد لأمره في كل ما يأمر به ، ومنه الصلاة والسلام عليه بألسنتكم على نحو{[56036]} ما علمكم في التشهد وغيره مما ورد في الأحاديث عن أبي سعيد الخدري وكعب بن عجرة وغيرهما رضي الله عنهم بيان التقاء الصلاة والسلام في إظهار الشرف فإن الصلاة - كما قال{[56037]} في القاموس - الدعاء والرحمة والاستغفار وحسن الثناء من الله عز وجل وعبادة فيها ركوع وسجود - انتهى . والسلام هو التحية والتحية{[56038]} - كما قال البيضاوي في تفسير سورة النساء - في الأصل مصدر حياك الله على الإخبار من الحياة ، ثم استعمل للحكم والدعاء بذلك ، ثم قيل لكل دعاء ، فغلب في السلام ، وفي القاموس : التحية : السلام والبقاء والملك ، وحياك الله : أبقاك أو{[56039]} ملكلك ، وقال الإمام أبو عبد الله القزاز في جامعه : السلام اسم من أسماء الله ، والسلام ههنا بمعنى السلامة ، كما يقال{[56040]} الرضاع والرضاعة ، واللذاذ واللذاذة ، قالوا : ومعنى قول القائل لصاحبه : سلام عليك أي{[56041]} قد سلمت مني {[56042]}لا أنالك{[56043]} بيد ولا لسان ، وقيل : معناه السلامة من الله عليكم ، وقيل : هو الرحمة ، وقيل{[56044]} : الأمان ، و{[56045]}السلامة هي{[56046]} النجاة من الآفات - انتهى . فقد ظهر أن معنى الكل كما ترى ينظر إلى إظهار الشرف نظر الملزوم إلى اللازم ، ولذلك فسر البيضاوي يصلون بقوله : يعنتون{[56047]} بإظهار شرفه وتعظيم شأنه ، وسلموا بقوله : قولوا السلام عليك ، أو انقادوا لأوامره ، فلما تآخيا في هذا المعنى ، وكان هو المراد أكد بلفظ السلام تحصيلاً لتمام المقصود بدلالته على الانقياد ، فهو مؤكد لصلوا بمعناه ولسلموا بلفظه ، استعمالاً للشيء {[56048]}في حقيقته{[56049]} ومجازه كما هو مذهب إمامنا الشافعي رضي الله عنه ، ومثل بآية النساء لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى }[ النساء : 43 ] وبقوله :{ أو لامستم النساء }[ النساء : 43 ، المائدة : 6 ] وغير ذلك ، وقد بينت في سورة{[56050]} الرعد أن مادة " صلوا " بجميع تراكيبها تدور على الوصلة وهي لازمة لكل ما ذكر من تفسيرها ، هذا ولك أن تجعله من الاحتباك فتقول : حذف التأكيد أولاً لفعل{[56051]} الصلاة لما دل عليه من التأكيد بمصدر السلام ، ويرجح إظهار مصدر السلام بما تقدم ذكره ، وحذف متعلق السلام لدلالة متعلق الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وليصلح أن يكون عليه وأن يكون له ، فيصلح أن يجعل التسليم بمعنى الإذعان - والله {[56052]}هو الموفق للصواب{[56053]} .


[56016]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: غيرهما.
[56017]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: من.
[56018]:في ظ: في الجلوس.
[56019]:زيد من ظ وم ومد.
[56020]:سقط من ظ.
[56021]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: المخبر.
[56022]:سقط من مد.
[56023]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: من واحد.
[56024]:زيد من ظ وم ومد.
[56025]:سقط من ظ.
[56026]:راجع صحيحه 2/707.
[56027]:زيد من ظ وم ومد.
[56028]:ليس ما بين الرقمين في م.
[56029]:ليس ما بين الرقمين في م.
[56030]:زيد من مد.
[56031]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: بعد.
[56032]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: أظهر.
[56033]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: مصفه ـ كذا.
[56034]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: عن.
[56035]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: شرفكم.
[56036]:زيد من ظ وم ومد.
[56037]:زيد من ظ وم ومد.
[56038]:زيد من ظ وم ومد.
[56039]:من ظ وم ومد والقاموس، وفي الأصل "و".
[56040]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: يقاع.
[56041]:زيد من ظ وم ومد.
[56042]:من م ومد، وفي الأصل وظ: لا نالك.
[56043]:من م ومد، وفي الأصل وظ: لا نالك.
[56044]:زيد في الأصل: هو، ولم تكن الزيادة في ظ وم ومد فحذفناها.
[56045]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: السلام.
[56046]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: السلام.
[56047]:من ظ ومد، وفي الأصل وم: يعينون.
[56048]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: بحقيقته.
[56049]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: بحقيقته.
[56050]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: آية.
[56051]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: لتأكيد.
[56052]:في ظ وم ومد: الموفق.
[56053]:في ظ وم ومد: الموفق.