في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ} (12)

وهذه اللمسة( لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية )تلمس القلوب الخامدة والآذان البليدة ، التي تكذب بعد كل ما سبق من النذر وكل ما سبق من المصائر ، وكل ما سبق من الآيات ، وكل ما سبق من العظات ، وكل ما سبق من آلاء الله ونعمه على أصول هؤلاء الغافلين !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ} (12)

تذكرة : موعظة .

تعيَها : تفهمها وتحفظها .

واعية : فاهمة حافظة .

وذلك لنجعلَ نجاةَ المؤمنين وإغراقَ الكافرين عبرةً لكم وعظة ، وتفهَمَها كل أُذُنٍ حافظةٍ سامعةٍ عن الله فتنتفع بما سمعت .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ} (12)

شرح الكلمات :

{ وتعيها أذن واعية } : أي وتحفظها أذن واعية أي حافظة لما تسمعٌ .

المعنى :

/د11

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ} (12)

{ لنجعلها } لنجعل تلك الفعلة التي فعلنا من إغراق قوم نوح وإنجاء من معه { لكم تذكرة } تتذكرونها فتتعظون بها { وتعيها أذن واعية } لتحفظها كل أذن تحفظ ماسمعت

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ} (12)

{ لنجعلها لكم تذكرة } الضمير للفعلة وهي الحمل في السفينة وقيل : للسفينة ، فإن أراد جنس السفن : فالمعنى : أنها تذكرة بقدرة الله ونعمته لمن ركب أو سمع بها وإن أراد سفينة نوح فقد قيل : إن الله أبقاها حتى رأى بعض عيدانها أول هذه الأمة .

{ وتعيها أذن واعية } الضمير يعود على ما عاد عليه ضمير { لنجعلها } ، وهذا يقوي أن يكون للفعلة ، والأذن الواعية هي التي تفهم ما تسمع وتحفظه ، يقال : وعيت العلم إذا حصلته ، ولذلك عبر بعضهم عنها بأنها التي عقلت عن الله ، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب : " إني دعوت الله أن يجعلها أذنك يا علي ، قال علي فما نسيت بعد ذلك شيئا سمعته " ، قال الزمخشري : إنما قال أذن واعية بالتوحيد والتنكير للدلالة على قلة الوعاة ولتوبيخ الناس بقلة من بقي منهم ، وللدلالة على أن الأذن الواحدة إذا عقلت عن الله تعالى فهي المعتبرة عند الله دون غيرها .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ} (12)

ولما بدأ سبحانه وتعالى بثمود الذين هم أقرب المهلكين إلى مكة المشرفة لأن التخويف بالأقرب أقعد ، وختم بقوم نوح عليه السلام لأنهم كانوا جميع أهل الأرض ولم يخف أمرهم على أحد ممن بعدهم ، علل اختيار إنجائهم بالسفينة دون غيرها فقال : { لنجعلها } أي هذه الفعلات العظيمة من إنجاء المؤمنين بحيث لا يهلك منهم بذلك العذاب أحد وإهلاك الكافرين بحيث لا يشذ منهم أحد ، وكذا السفينة التي حملنا فيها نوحاً عليه السلام ومن معه بإبقائها{[67950]} آية من آياته وأعجوبة من بدائع بيناته وغريبة في الدهر من أعجوباته { لكم } أي{[67951]} أيها الأناسي { تذكرة } أي سبباً عظيماً لذكر{[67952]} أول إنشائه والموعظة به لتستدلوا بذلك على كمال قدرته تعالى وتمام علمه وعظمة رحمته وقهره ، فيقودكم{[67953]} ذلك إليه وتقبلوا{[67954]} بقلوبكم عليه { وتعيها } أي ولتحفظ قصة السفينة وغيرها مما تقدم ، حفظاً ثابتاً مستقراً كأنه محوى في وعاء .

ولما كان المنتفع بما يسمع الحافظ له قليلاً جداً ، دل على ذلك يتوحيد الأذن فقال موحداً منكراً {[67955]}مع الدلالة{[67956]} على تعظيمها : { أذن } أي عظيمة{[67957]} النفع { واعية * } أي من شأنها أن تحفظ ما ينبغي حفظه من الأقوال والأفعال الإلهية والأسرار الربانية لنفع عباد الله كما كان نوح عليه السلام ومن معه وهم قليل سبباً{[67958]} لإدامة النسل والبركة فيه حتى امتلأت منه الأرض . والوعي : الحفظ في النفس ، والإيعاء : الحفظ في الوعاء ، وفي ذلك توبيخ للناس بقلة الواعي منهم ، ودلالة على أن الأذن الواحدة إذا غفلت عن الله تعالى فهي السواد الأعظم ، وما سواها لا يبالي بهم الله بالة - قاله الأصبهاني والزمخشري وغيرهما .


[67950]:- من ظ وم، وفي الأصل: بإبقائه.
[67951]:- سقط من ظ وم.
[67952]:- من ظ وم، وفي الأصل: لتذكره.
[67953]:- من ظ وم، وفي الأصل: فيقول لكم.
[67954]:- زيد في الأصل: كلكم، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67955]:- من ظ وم، وفي الأصل: للدلالة.
[67956]:- من ظ وم، وفي الأصل: للدلالة.
[67957]:- زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ وم فحذفناها.
[67958]:- من ظ وم، وفي الأصل: مسببا.