فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ} (12)

{ لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ( 12 ) } .

لنجعل سنتنا في إهلاك المكذبين وإنجاء المؤمنين عظة تذكرهم بقوة المولى واقتداره وعزته ، وبره ولطفه ورحمته ، ولتعي الآذان وتعقل كلمات ربنا ووعده الذي لا يخلف ؛ و{ أذن واعية } أي من شأنها أن تحفظ ما يجب حفظه بتذكره وإشاعته والتفكر فيه ، ولا تضيعه بترك العمل به .

وعن قتادة : هي التي عقلت عن الله تعالى ، وانتفعت بما سمعت من كتاب ربنا تبارك اسمه .

ولعل إيراد { أذن واعية } مفردة منكرة مما يذكر بأن الوعاة قليل ، فقليل من الناس من يعي : { . . . وقليل من عبادي الشكور }{[7603]} { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا }{[7604]} .

ويوم القيامة يشهد أكثرهم على أنفسهم بالاعتلال والضلال : { وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير }{[7605]} .


[7603]:سورة سبأ. من الآية 13.
[7604]:- سورة الفرقان. الآية 44.
[7605]:- سورة الملك. الآية 10.