غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ} (12)

1

{ لنجعلها } قال الفراء : أي الجارية لأنها المذكور .

والأظهر عودة إلى الواقعة والحالة وهي نجاة المؤمنين وإغراق الكافرين فإنها هي التذكرة والعبرة ولقوله { وتعيها أذن واعية } من شأنها حفظ كل ما تسمع لتعمل به . قال أهل اللغة : كل ما حفظته في نفسك فقد أوعيته وما تعيه في غير نفسك فقد أوعيته . يقال : أوعيت المتاع في البيت .

والشر أخبث ما أوعيت من زاد *** . . . . . . . .

قال جار الله : إنما قيل { أذن واعية } على التوحيد والتنكير للإيذان بأن الوعاة فيهم قلة ، ولتوبيخ الناس بقلة من يعي منهم ، للدلالة على أن الأذن الواحدة إذا وعت فهي عند الله بمكان وما سواها لا يلتفت إليه وإن ملأ العالم . عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي رضي الله عنه عند نزول هذه الآية : سألت الله يجعلها أذنك يا علي . قال علي رضي الله عنه : فما نسيت شيئاً بعد ذلك وما كان لي أن أنسى .

/خ52